لو طلب مني تعريف "البطالة المقنّعة" لقلت إنها مصطلح يقصد به "أيد عاملة متكدسة تزيد عن الحاجة وتحصل على أجر دون مقابل من الجهد والعمل المطلوب". أما لو طلب دعم تعريفي بمثال، لما وجدت أوضح من بعض أعضاء مجلس الشورى، إذ يتقاضون الـ"شيء" الكثير مقابل أن "لا شيء" يفعلونه!

أما لو أردنا أن نعرّف بعض أعضاء الشورى –إجرائياً– لقلنا هم ثلة من المتقاعدين، ممن لا يزالون يهيمون حباً في الكرسي الدوار. هدفهم رفع ضغط المواطن، لذا يجتمعون أسبوعياً ليصنفوا أوضاع الناس وفق معيشتهم هم، لا وفق حاجات مجتمع "كان" يعول عليهم الكثير!

في السابق كنا نلتمس العذر لأعضاء "الشورى"، إذ كلما خرج أحدهم قال "نحن نوصي ولا نشرّع". أما وقد رفضت إحدى لجان المجلس مشروعا مقترحا لنظام مكافحة البطالة معللة ذلك بعدم وجود بطالة سعودية لكثرة الوظائف التي لا يرغب المواطنون في شغلها، فهذا ما يتجاوز التوصية إلى التشريع. ثم كيف لا يرون وجوداً لبطالة وبعضهم يمثلون "بطالة مقنعة"؟!

ألا يعلم الأعضاء المعارضون لهكذا مشروع أن الوظيفة التي لا توفر عيشا كريماً لصاحبها، ولا تكوّن أسرة، وتفتح بيتاً ليست وظيفة؟! هي أقرب للعمل "التطوعي، إن لم تكن مضيعة لوقت صاحبها؟!

أحد العاطلين يقول أن يعجز أعضاء "الشورى" عن إيجاد حلول لأزمة البطالة فهذا مؤلم. أما أن يلغى وجودنا بالكلية، فلا مفردة مناسبة تصف ألمنا كعاطلين!

خذلان بعض أعضاء مجلس الشورى المتكرر للمواطن بعدم المطالبة والرفع باحتياجاته أمر مخز، والأكثر خزياً حجب أعضائه الخبر عن المستحقين من مواطنيهم، فـ"لا منهم خير ولا كفاية شر".!

أمنيتي أن يغشى النوم بعض أعضاء "الشورى"، حينما يصوتون لقرارات تخص المواطن، تماماً كما ظهر أحدهم قبل فترة وقد غشيته "رحمة النوم" أثناء الجلسة، لأني على يقين أنهم إن "صحوا" فسيصوتون ضد ما فيه مصلحة ابن بلدهم!

السادة أعضاء "الشورى" الموقرين.. الصاحين منكم والنائمين: لا تستفزوا الناس أكثر، فلم يعودوا يحتملون قدراً أكبر!