تفاوتت إنجازات الرياضة السعودية خلال عام 2013 من حيث كميتها في مختلف مشاركاتها، ففي وقت برزت خلاله عدة ألعاب وسجلت حضوراً متميزاً، لم تحظ أخرى بنصيب بداعي غيابها عن المشاركة، فيما غيب التحضير اتحادات أخرى عن المنافسة ورفع الراية الخضراء في المحافل المختلفة، خليجياً وعربياً وإسلامياً أو حتى عالمياً.
"جوهرة" تضيء "العروس"
تبرز سرعة إنجاز ملعب الملك عبدالله في مدينة جدة خلال 14 شهراً، حيث شارف على النهاية بتكلفة إجمالية بلغت 532 مليون يورو "2.6 مليار ريال سعودي" كأهم الإنجازات، حيث سيتم تسلمه خلال يناير المقبل، ويتم التحضير حالياً لمنحه افتتاحاً يليق بمكانة المنشأة الكبيرة التي تأتي بعد إنشاء آخر إستاد رياضي، وهو ملعب الملك فهد الدولي بالرياض الذي مضى على افتتاحه 25 عاماً "ربع قرن" من الزمن.
ويتسع ملعب الملك عبدالله "شمال جدة" لأكثر من 65 ألف مشجع، وتولت شركة "أرامكو" مهمة تنفيذه وإنشائه، وسخرت كل جهودها خلال الفترة الماضية لإظهاره بصورة مشرفة حتى بات الملعب بمثابة "جوهرة" تضيء ساحل البحر الأحمر من حيث روعة التصميم والخدمات التي تم وضعها في المنشأة العملاقة.
ويضم المشروع بجانب ملعب كرة القدم الرئيس، صالة للرياضات المتعددة بسعة (10,000) مقعد، ومضمارا خارجيا ومنصة لألعاب القوى بسعة (1,000) مقعد ومسجدا ومرافق ملكية لاستضافة أكثر من 200 شخص، تتضمن غرف اجتماعات ومؤتمرات وصالة استقبال وطعام ومواقف لـ8 آلاف سيارة وحافلة، بينما تقع المقصورة الملكية في أعلى المستوى الثاني من المدرجات بطول 50 مترا لاستضافة 200 شخصية وغرف اجتماعات ومؤتمرات، كما تحتوي الصالة الذهبية على 17 مقصورة و300 مقعد فخم يتم تأجيرها خلال المواسم الرياضية، ويصممها المُستأجر كما يرغب.
تحسينات متعثرة
وعلى النقيض تماماً وعلى بُعد بضعة كيلومترات يخضع ملعب الأمير عبدالله الفيصل "جنوب جدة" للترميم منذ ما يقرب من العامين ولا يزال العمل يسير بوتيرة بطيئة بالكاد تذكر. وعلى الرغم من أن التوسعة تشمل إضافة 8000 مقعد ليصبح الإجمالي 25000 مشجع، وكذلك تحديث للمقصورة والمنصة وإضافة بعض الخدمات وتحسين البنية التحتية وغيرها، إلا أن ذلك لم يتم بالوقت المحدد مما أثار علامات استفهام عدة، خاصة أن قطبي المنطقة الأهلي والاتحاد اضطرا لأن يخوضا معظم مبارياتهما منذ الموسم الماضي على ملعب مدينة الملك عبدالعزيز بالشرائع في مكة المكرمة "أكثر من 75 كلم شرق جدة"، وفي وقت تم فيه نقل مباريات الأهلي لمقر ناديه بجدة أخيراً، باستثناء المباريات الجماهيرية بعد استيفائه للشروط، إلا أن المنشأة غير مهيأة لاستضافة المباريات.
ويعد تعثر عدة منشآت السمة الأبرز، بالذات مع وجود قرارات للتحسين بأسرع وقت ممكن، مثل ملعب الأخدود بنجران وملعب العروبة بالجوف وملعب الحزم بالرس وغيرها، حيث تنتظر هذه الملاعب التحسينات بأسرع وقت ممكن لاستضافة المباريات.
قفزة "الأخضر"
تعد كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في السعودية، ويتم التركيز عليها بشكل أكبر، وخلال هذا العام أعاد المنتخب السعودي الأول بعضاً من مستوياته السابقة وحقق نتائج إيجابية، حيث نال هذا العام التميز بالعبور لنهائيات أمم آسيا التي ستستضيفها أستراليا عام 2015 بعد أن تصدر مجموعته الرابعة بـ13 نقطة محققاً 4 انتصارات متتالية على إندونيسيا والصين وعلى العراق "مرتين متتاليتين" قبل أن يتعادل مع الصين، وتبقت له مباراة وحيدة ضد إندونيسيا في مارس المقبل لن تغير نتيجتها من مكانته كمتصدر للمجموعة.
هذه النتائج الإيجابية والمستويات الجيدة اللافتة أسهمت في تقدم "الأخضر" السعودي في قائمة تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الشهري للمنتخبات ليقفز للمركز 87 عالمياً بعد أن كان قبلها في أسوأ ترتيب له في تاريخه بالمركز 126 الذي ناله قبل عام تحديداً، فيما دفعت النتائج الإيجابية هذا العام "الأخضر" للتقدم 39 مركزا دفعة واحدة خلال أشهر قليلة.
تفاؤل بالمستقبل
هذا التقدم "الأخضر" نتائجياً، عكس العمل الكبير الذي قدمه اتحاد كرة القدم السعودي برئاسة أحمد عيد، مما أسهم في استقرار "الأخضر"، بتوفير كافة احتياجاته ليحقق تلك المستويات مع الإصرار على تقديم الأفضل خلال الأعوام المقبلة، ليستعيد المنتخب السعودي هيبته على مستوى القارة التي حقق لقبها سابقاً في 3 مناسبات وكان وصيفاً في مثلها.
هذا التقدم الملحوظ بث روح التفاؤل لدى الجماهير السعودية وهي التي تعول على منتخبها كثيراً في إعادة الإنجازات الكبيرة التي غابت خلال السنوات الماضية، خاصة مع التقدم اللافت للمنتخبات الخليجية والآسيوية بشكل عام، وتتطلع لأن تعود المنتخبات السنية إلى الواجهة من جديد بمشاركة المنتخب الأولمبي في نهائيات كأس آسيا 2014 في مسقط، في حين سيحضر منتخب الناشئين في نهائيات كأس آسيا 2014.
وحقق المنتخب السعودي للاحتياجات الخاصة بطولة الشرق الأوسط التي استضافتها الإمارات وخطف بطاقة العبور للمشاركة في مونديال كأس العالم للاحتياجات الخاصة 2014 التي تستضيفها البرازيل ويطمح لمواصلة إنجازاته، وهو يدخل البطولة الكبرى بصفته حاملاً للقب في النسختين السابقتين اللتين إقيمتا في ألمانيا وجنوب أفريقيا على التوالي.
وصافة "التضامن"
بالنظر للألعاب المختلفة الجماعية، تحققت عدة إنجازات في هذا العام، وجاء أبرز الإنجازات المشاركة في بطولة التضامن الإسلامي التي أقيمت في إندونيسيا، حيث حققت الألعاب السعودية المختلفة 16 ميدالية تنوعت بين الذهب والفضة والبرونز ووضعت السعودية في وصافة الترتيب العام للبطولة التي شهدت منافسات عالية.
وحقق منتخب كرة اليد للناشئين البطولة العربية التي أقيمت في تونس، دون خسارة أو حتى تعادل وفاز في 7 مباريات متتالية، وفي كرة الطائرة حقق منتخب الناشئين المركز الثاني في بطولة الخليج التي أقيمت في الرياض، في حين لم تكن لمنتخب الشباب أي مشاركات في هذا العام، بينما وصل المنتخب الأول للمرحلة الأخيرة للتصفيات المؤهلة لكأس العالم.
تفوق "أم الألعاب"
انتزع المنتخب السعودي لألعاب القوى 11 ميدالية في البطولة العربية التي أقيمت في الدوحة (3 ذهبيات، 4 فضيات، 4 برونزيات)، وفي دورة الألعاب الآسيوية للشباب التي استضافتها الصين سجل الواثب السعودي حسين آل حزام أبرز الإنجازات في اللعبة والأرقام التي حققها اللاعب في المنافسة بتحقيقه ذهبية مسابقة القفز بالعصى.
وفي بطولة العالم بدولة التشيك، وضع المنتخب السعودي المدرسي لألعاب القوى نفسه في صدارة الفرق العالمية عندما حقق أبطاله 9 ميداليات، من بينها 3 ذهبيات وفضيتان و5 برونزيات، وكان الممثل العربي الوحيد في البطولة وتفوق على المنتخبات العالمية.
جمال "شهيدة الخالدية"
على مستوى الفروسية، كان أبرز إنجاز لإسطبلات "الخالدية" العائدة ملكيتها للأمير خالد بن سلطان، بنيلها بطولة برلين لجمال الخيل العربية، حيث حققت المهرة المنتجة محلياً (شهيدة الخالدية) المركز الأول والميدالية الذهبية وسط منافسة 50 جواداً، مثلت العديد من الدول العربية والأوروبية. وفي الرياض حقق فرسان المنتخب السعودي للشباب والناشئين البطولة الخليجية لقفز الحواجز.
وفي التنس عاد لاعب المنتخب السعودي لقوى الأمن الداخلي للتنس صالح الراجح بالميدالية البرونزية لبطولة العالم الشرطية للتنس التي أقيمت في العاصمة الرومانية بوخارست، بينما حقق المنتخبان السعوديان تحت 12و16 عاما بطولتي الخليج للتنس الأرضي اللتين أقيمتا في قطر.
عالمية الكاراتيه
وسجلت رياضة الكاراتيه حضورا مميزاً خلال مشاركاتها هذا العام، عندما حقق المنتخب السعودي للشباب7 ميداليات مختلفة في بطولة كأس العالم السادسة للناشئين والشباب التي احتضنتها اليونان، كما حقق المنتخب السعودي للكاراتيه لفئة الكبار كأس بطولة غرب آسيا ونال أبطاله 6 ميداليات مختلفة، وانتزع اللاعب طارق الحمادي برونزية العالم في اللعبة خلال مشاركته في البطولة العالمية للكاراتيه التي استضافتها إسبانيا.
وعربياً حقق المنتخب السعودي للكاراتيه البطولة العربية التاسعة في الدوحة، محققاً 8 ميداليات (أربع ذهبيات وفضية وثلاث برونزيات) وضعته في صدارة الترتيب العام للبطولة.
إنجاز ابن سعيدان
انتزع سائق الراليات السعودي ياسر بن سعيدان لقب بطولة رالي المغرب الدولي 2013 الذي يأتي من حيث الأهمية بعد رالي دكار، وحظى ابن سعيدان بحفاوة كبيرة وتكريم خاص نظير الإنجاز السعودي الذي أدخل هذه الرياضة التي يتنامى متابعوها كل عام في أجواء المنافسات العالمية بقوة.
وفي رفع الأثقال حقق المنتخـب السعـودي "للكبـار والشبـاب" المركـز الثـانـي في البطولـة العربيـة التي أقيمـت في العاصمـة القطرية الدوحة، وحصـد 34 ميدالية مختلفة (11 ذهبية، 14 فضية، 9 برونزيات)، وأخيراً في دبي تقلد لاعبو المنتخب السعودي للسنوكر ثلاث ميداليات، منها ذهبيتان وفضية، خلال مشاركتهم هناك في منافسات بطولة الخليج.