ها هي السنة التاسعة والذكرى الباسقة تمر بنا ونحن نمضي سريعاً في مهمة تجاوز المراحل في مسيرة التنمية النوعية التي تعيشها بلادنا في المجالات كافة في عهد خادم الحرمين الشريفين.

تمر بنا هذه الأيام ذكرى البيعة الميمونة فنحمد المولى أن قيض الله لهذه البلاد حكماً راشداً وقائداً حكيماً، بل إن من رعاية الله لهذه البلاد المباركة وهذه الأرض الطيبة أن يكون ربانها وإمام مسيرتها الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يحظى بمحبة شعبية عريضة لدى مواطني هذه البلاد وقاطنيها، ومن حسن الطالع أن يكون هو القائد في معمعة المحن والفتن التي تمر بها المنطقة العربية.

ما كان ليكون ما هو كائن من التفاف وتعاضد لأهل هذه البلاد لولا أننا نرعى العهود ونصون العقود ونذود عنها من كل مارق وفتّان.

إن المحبة المتبادلة والثقة المتجددة بين حكومة هذا الوطن ومواطنيه لتمثل الحصن الذي يعصم بلادنا مع عناية الله من كل التهورات التي تمر ببعض البلاد العربية وفق ما صار يُعرف بالربيع العربي، بل إن زلزلة التحولات في العالم العربي لتظهر لنا مدى الحاجة للحكمة في مثل هذا الظرف العصيب، ومن هنا برزت أهمية الرصانة والحنكة التي يتمتع بها قائد هذه البلاد الذي استطاع خلال فترة عهده الزاهر تجنيب هذه البلاد العديد من المخاطر المحدقة، واستطاع في الاتجاه المعاكس أن يبقيها في محاضن الرخاء والاستقرار، كما تمكن -يحفظه الله- من تعزيز أواصر التطور في هذه البلاد وتكريس دورها الاقتصادي الهام في حفظ التوازن لأسعار وإمدادات النفط في العالم، والحال كذلك مع دورها الاقتصادي الذي تضطلع به في مجموعة دول العشرين.

كما أن نهج المملكة السياسي والتنموي ومخرجاته في عهد خام الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يبرزان لنا مدى الحاجة للقرار الحكيم الذي يقود دفة البلاد إلى مرافئ الأمان على نحو ينأى بها عن التلاطم والاهتزاز.

نسأل الله الكريم أن يبقي أوتاد خيمتنا السعودية راسخة وأن يُمكنّ شعب هذه البلاد من الابتعاد عن مواطن الخلاف ومناقع التجاذب والجدل في ساحات الفتن ومصارع الاستقطابات التي تكيد لهذه البلاد وأهلها.

وأن يديم الله علينا نعمة الأمن والرخاء وأن يرعى بحفظه وتوفيقه حكومة هذا الوطن بقيادة ربانها الأشم خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين.