حذر مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من الظلم بالوصايا بين الورثة، مبيناً أن الله جعل الوصية بشرط ألا يكون بها أضرار وأذى، فإن كان بها إضرار يلغى ذلك الضرر، وقال "ويجب على الموصي أن يتقي الله في وصيته، وألا يجعلها سبباً للضرر والفساد، بل تكون سبباً للخير واجتماع الورثة، فاتقي الله أخي المسلم في وصيتك واتقي الله في ساعة يصدق بها الكاذب، وإياك أن تلقى الله بوصية جائرة".

وتابع آل الشيخ في خطبته التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض أمس، "فأيها الموصي اتقي الله في وصيتك، واحذر الظلم والجور فيها، فإنك منتقل إلى الدار الآخرة، ولا تكن سبباً في تفريق ورثة وشجارهم ونزاعهم".

وذكر مفتي عام المملكة أن الأضرار حسب رأي العلماء، تكون بأمور أن يوصي لبعضهم فيكون قد ضر الآخرين، أو أن يقر على نفسه حقوقا لإناس آخرين وما أقرها إلا لحرمان ورثته، أو أن يقول إن بذمته دينا لفلان والواقع أن ليس بذمته دين، وإنما جاء بهذا الدين لأجل الضرر بالورثة، أو أن يبيع بيعاً برخص حتى يحرم الورثة من ذلك الثمن".

وقال آل الشيخ "إن من له مال وأولاده أغنياء استحب له أن يوصي بعد موته بشيء ينفع وهو في لحده ويصله ثواب أعماله، وإن كان إنجازها بالحياة أفضل، والوصية تكون على حالتين الأولى تكون الوصية بها "واجبة" وذلك من تعلق في ذمته حقوق للغير، كحقوق الله جل وعلا من الزكاة والكفارات، أو له حقوق في ذمم الآخرين له فيجب أن يوصي بها لأمرين الأول أن يعطي ورثته حقهم، وثانياً أن يبرئ ذمة ذلك المدين، ومن ليس بذلك فالوصية في حقه "مستحبة"، كالوصية على ما ينفع بعد موته من بناء مساجد وخدمات وسد حاجة المدينين".