خرقت اشتباكات عنيفة الهدنة التي تم التوصل إليها الأسبوع الماضي بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في معضمية الشام قرب دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة وقعت بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في شرق وشمال البلدة. وأشار شهود عيان إلى أن القوات النظامية هي التي خرقت الهدنة، وبادرت إلى قصف قوات المعارضة. وكان ممثلون عن الجيش السوري الحر والحكومة قد توصلوا إلى الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ الفعلي الأربعاء الماضي، ونص على رفع العلم السوري على خزانات المياه في المدينة لمدة 72 ساعة، مقابل وقف القتال وإدخال مواد غذائية إلى المدينة المحاصرة منذ أكثر من عام، مما أدى إلى نقص كبير في المواد الغذائية والطبية. وقال ناشط إعلامي رفض الكشف عن اسمه خوفاً من بطش النظام إن القوات النظامية فتحت النار بالرشاشات الثقيلة، وإن مقاتلي الجيش الحر كانوا ملتزمين بالهدنة حتى آخر لحظة. مضيفاً أن معارك شرسة اندلعت بعد ذلك. وأضاف أن سكان البلدة التزموا بما عليهم في الاتفاق، وقاموا برفع العلم السوري فوق خزانات المياه. إلا أن المساعدات الغذائية الموعودة لم تدخل. وتابع "لا تزال الأعلام مرفوعة، لكن لم يصل أي تموين".

بدورها، تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن "حشود عسكرية ضخمة لقوات النظام باتجاه مدينة المعضمية"، مشيرة إلى أن الجيش الحر يحاول الاشتباك معها في خان الشيخ، للتخفيف عن البلدة. كما أكد المرصد السوري أن امرأة و4 أطفال من عائلة واحدة قتلوا نتيجة قصف جوي بالبراميل المتفجرة على مناطق في خان الشيخ.

من جانبه، أدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "استخدام النظام سياسة التجويع الممنهج كوسيلة حرب ضد أبناء الشعب السوري، لاسيما في المعضمية". وأضاف "النظام المجرم أجبر أهالي البلدة على رفع العلم في أعلى نقطة بمدينتهم، مقابل إدخال قوافل إغاثة إنسانية تقيهم شر الموت جوعاً وبرداً، وهو ما يمثل أشد وسائل أنظمة الاستبداد انحطاطاً"، بحسب تعبيره.

من جهة أخرى، استمر القصف العنيف لطائرات الأسد على مدينة حلب بالبراميل المتفجرة لليوم الرابع عشر على التوالي، وأشار المرصد إلى وقوع قصف مكثف على حي مساكن هنانو في شرق المدينة. مشيراً إلى أن المدنيين باتوا يخشون الخروج من مساكنهم، خوفاً من سقوط البراميل. وقال ناشط في بلدة مارع في ريف المدينة، "عندما يبدأ القصف، تشعر بأنك ستموت في أي لحظة. النظام ينظر إلينا جميعاً على أننا إرهابيون، سواء كنا مدنيين أم لا، رجالاً أو نساءً أو أطفالا. كل من يعيش في منطقة محررة هو إرهابي بالنسبة له". وأضاف ناشطون أن اشتباكات دارت في حيي الخالدية والأشرفية ومحيط مبنى المواصلات في منطقة النقارين شرق حلب. وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن سلاح الجو قصف حي المعصرانية في المدينة نفسها، كما شمِل القصف بلدتي دارة عزة وعندان.

وفي ريف درعا، دارت اشتباكات عنيفة بين كتائب الجيش الحر وقوات النظام شمال مدينة الشيخ مسكين. وقالت شبكة شام الإعلامية إن القوات النظامية تحاول اقتحام المدينة وسط قصف مدفعي وصاروخي يستهدفها. بينما قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن القصف استهدف تجمعات سكنية، وإن القتلى والجرحى هم من المدنيين. أما في ريف دمشق، فقد قصفت مدفعية النظام فجر أمس أطراف مدينة يبرود في منطقة القلمون، وحيي اليرموك والقدم بدمشق. وقال ناشطون إن اشتباكات عنيفة وقعت على مداخل المخيم وشارع فلسطين، كما شهدت أحياء برزة والقابون والعسالي والتضامن اشتباكات مماثلة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.