اتهمت المعارضة التركية أمس رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان الذي استقال ثلاثة من وزرائه وسط فضيحة فساد، بأنه يحاول أن يحكم من خلال "دولة عميقة" تعمل في الخفاء.

وجاء اتهام المعارضة بعد أن أجرى إردوغان الليلة قبل الماضية تعديلا وزاريا يشدد قبضته على الشرطة بعد أن أقصت حكومته عددا من قادتها بالفعل.

وقال كمال كيليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري وهو أكبر حزب معارض في تركيا في تصريحات له، إن إردوغان "يحاول تشكيل حكومة لا تبدي له أي معارضة. وفي هذا السياق أمام أفكان أعلى دور هام". وأضاف "إردوغان عنده دولة عميقة حزب العدالة والتنمية (الذي يتزعمه) لديه دولة عميقة وأفكان أعلى من عناصر الدولة العميقة هذه". والدولة العميقة تعني بالنسبة للأتراك هيكلا للسلطة يعمل في الظل لا تعوقه أي ضوابط ديموقراطية.

ومن بين 10 وزراء جدد يكنون الولاء لرئيس الوزراء في التعديل الحكومي سيشغل الحاكم السابق لإقليم ديار بكر المضطرب أفكان أعلى منصب وزير الداخلية وسيشرف على الأمن الداخلي لتركيا.

ويخلف أعلى وزير الداخلية السابق معمر جولر الذي كان من بين ثلاثة وزراء استقالوا لهم أبناء بين أولئك الذين ألقي القبض عليهم في تحقيق الفساد. وما زال اثنان من أبناء الوزراء محتجزين إلى جانب 22 شخصا آخرين.

من جهته، قال رئيس هيئة الادعاء في إسطنبول تورهان جولاقاضي، إن المدعي العام معمر أكاش زعم علنا أمس أن الشرطة أعاقت التحقيق في قضية فساد كبيرة أساء هو نفسه التعامل مع القضية وأبعد عن التحقيق فيها. وأضاف للصحفيين أن المدعي أكاش سرب معلومات للإعلام ولم يبلغ رؤساءه بأحدث التطورات في القضية في الوقت المناسب كما يتطلب الأمر.

واندلعت مواجهات مساء أول من أمس بين الشرطة وقسم من نحو خمسة آلاف متظاهر تجمعوا في إسطنبول مطالبين باستقالة إردوغان، فيما ندد إردوغان بالهجوم الذي يتعرض له، متهما ضمنيا جمعية الداعية الإسلامي فتح الله غولن باستعمال هذه الفضيحة لضرب التقدم السياسي والاقتصادي لحكومته في السنوات العشر الماضية.

واستخدمت قوات الأمن التركية الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشد في حي كاديكوي على الضفة الآسيوية للمدينة التركية.

وتجمع هؤلاء بدعوة من عشرة أحزاب ومنظمات قريبة من المعارضة، وأطلقوا شعارات مناهضة لإردوغان.

وهتف المتظاهرون "الفساد في كل مكان" و"المقاومة في كل مكان"، مستعيدين شعارات استخدمت خلال التظاهرات الحاشدة المناهضة للحكومة والتي شهدتها تركيا طوال ثلاثة أسابيع في يونيو الماضي.

ووجهت دعوات مساء الأربعاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لتنظيم تظاهرة أخرى ضد الفساد وإردوغان مساء اليوم في ساحة تقسيم، مركز الحركة الاحتجاجية في يونيو.