ليس كل.. بل أغلب "المسؤولين الكبار" شُوهت صورهم بسبب أفعال مديري مكاتبهم أو بعض تصرفات السكرتارية في مكاتبهم، أو تصرفات مسؤولين تحتهم، أو ينوبون عنهم في المناطق والمدن، بينما حقيقتهم تختلف بالكلية عن الصورة!
ولن تكتشف "حقيقتهم" إلا حين تقتحم كل "الحاشية" التي تحيط بالمسؤول وتخترقها لتصل إليه، وأظنه صعبا على غير الصحفيين، فنحن كـ"صفحيين" اكتشفنا الحقيقة في شخصيات بعض المسؤولين بعد أن وصلنا إليهم بعناء وبعد مضايقات "الحاشية" وصغار المسؤولين، فحين نصل إليهم نجدهم بسطاء في التعامل، ينصتون للسؤال ويجيبون باستفاضة، يتقبلون النقد ويعتبون بأدب، بعكس من هم دونهم، الذين غالبا يضايقوننا بحجة عدم وجود وقت لدى المسؤول الكبير، أو بحجة انشغاله بما هو أهم من الإعلام، حتى إن بعضهم يستعين بالأمن ليبعد الصحفيين عن "المسؤول الكبير"؛ كي لا يضايقوه، بينما يرحب بهم المسؤول الكبير، ويفسح لهم كل الوقت حين يصلون إليه!
عدة مرات تكون لدي صورة ذهنية عن هذا المسؤول أو ذاك، فأعد أسئلة مستفزة له، لكني بعدما أتجاوز "الحاشية" بعناء أو بحيلة، أندم على أسلوبي القاسي في سؤال المسؤول؛ لأني وجدت مسؤولا ناضجا متفهما عاقلا منصتا واسع الصدر، باحثا عن النقد قبل المديح، بعكس الصورة الذهنية لدي، فأجزم أني ظلمته بفعل "الحاشية" أو المقربين منه أو النائبين عنه!
يقول لي أحدهم: جلست 4 ساعات عند سكرتير مسؤول، أحاول أن استدر عطفه لأدخل على المسؤول لغرض، فلما أدخلني مكرها لم أمكث إلا 5 دقائق لأنجز الغرض برحابة صدر المسؤول!
استعدادا لزيارة وزير الشؤون البلدية الدكتور الأمير منصور بن متعب، كان الصحفيون يبحثون عن دقائق لمقابلة الوزير لتغطية الزيارة فلم يجدوا، لكن الوزير خالف كل التوقعات التي زرعها المنظمون لزيارته، فمنح الصحفيين أكثر مما يتمنونه، فاصطحبهم معه واستجاب لهم بتغيير مسار الجولة؛ للاطلاع على أحياء وشوارع لم تكن مدرجة ضمن جولته!
(بين قوسين)
سعادة المسؤول.. صورتك "غير واضحة" في عين المواطن، فاحرص على اكتشاف حقيقة صورتك؛ كي لا تقع أنت والمواطن ضحية "الغش"!