من السيرة الشعبية لعنترة إلى "رقيات" مرورا "بجلال الأشجار" أضاء الشاعر علي بافقيه المشهد الشعري منذ الثمانينات حتى اليوم على الرغم من غيابه الذي لم يجد هو نفسه له تفسيرا غير أنه كان يتأمل أو يراقب، غير أن هناك أسبابا خاصة كما قال في أمسية استضافها منتدى عبقر الشعري بنادي جدة الأدبي مساء أول من أمس، وحفلت بمقدمة شاعرية من خالد قماش الذي وصف الشاعر بأنه قامة شعرية كبيرة.
فيما قال عبدالهادي صالح في مداخلة حول تجربة بافقيه: إن الشاعر يكبر كواحد من الشعراء السعوديين الذين أسهموا بشكل كبير في تجربة الشعر السعودية الحديثة وهو يتكئ على موهبة شعرية أصيلة، حيث تمكن من الخروج بقصيدته من التقليد إلى عالم التجديد والابتكار، متحصنا بثقافة تراثية يسميها الذاكرة التاريخية، إلى جانب ذاكرة شعرية حديثة، بينمـا وصـف بـافقيه نفسه بأنه مشبع منذ طفولته بالقصيدة التقليدية.
واستهل بافقيه أمسيته بقراءة قصائد من ديوانه الأول "جلال الأشجار"، وهي قصائد تحفل بإيقاع واضح لم يتخل عنه الشاعر حتى في ديوانه الأخير "رقيات" على الرغم من التفاوت في مستوى اللغة والإيقاع في المجموعتين.
وأوضح بافقيه أنه مشبع بالشعر الكلاسيكي، منذ أن قرأ سيرة عنترة في صباه حتى تعرف على جبران خليل جبران الذي فتح له آفاق اللغة الحديثة.
ومر بافقيه في حديثه على تجربته في الوسط الثقافي بدءا من التعرف على الشاعر علي الدميني أثناء دراسته في جامعة الملك فهد للبترول، ثم انشغاله بالأدب على حساب الدراسة التي كاد أن يخسرها لولا أن الحظ حالفه ببعثة خارجية درس فيها الهندسة الكهربائية.
الشاعرة لطيفة قاري انتقدت غياب الشاعر طوال الفترة الماضية وعودته اليوم لقراءة نصوصه القديمة، ورد عليها بافقيه بأن الشعر أحيانا يصاب بالصمت أو يقوم باختبار ذاته وأحيانا يكتب أشياء غير مقنعة فيفضل عدم نشرها.
وفي نهاية الأمسية قدم المشرف على منتدى عبقر الشاعر عبدالعزيز الشريف درعا باسم أدبي جدة للشاعر علي بافقيه.