تتجدد المناسبات الإعلامية الخليجية والعربية والدولية ويكبر السؤال وتكثر علامات التعجب بعدم وجود رابطة أو لجنة أو اتحاد للإعلام الرياضي السعودي.
كثيرون من الزملاء في الدول المجاورة يُذهلون ولا يصدقون حينما تصلهم المعلومة في هذا الإطار، وآخر المناسبات الملتقى الخليجي الثالث الذي نظمه الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي في البحرين أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء الماضية، برعاية جمعية الصحفيين البحرينية ولجنة الإعلام الرياضي، ودعم المؤسسة العامة للشباب والرياضة بالبحرين، وشاركت فيه تلبية لدعوة خاصة من الزملاء الأعزاء في الاتحاد الخليجي برئاسة الزميل سالم الحبسي، ومعي الزميل سلمان العنقري، بينما حضر بصفة رسمية محمد النصبان من الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
المشكلة الكبرى التي تصيبنا بالحيرة، أن أشد المعارضين لإنشاء جمعية أو لجنة أو اتحاد للإعلام الرياضي السعودي، هم رواد الإعلام وهواميره، رغم أن المشروع الذي تولت تنشئته لجنة تأسيسية بعضوية خبراء قبل نحو خمس سنوات كان بارقة أمل لمصلحة مستقبل الإعلام الرياضي وتهيئة أجيال تحمل لواء المسؤولية، لكن أكثر من عارضه هيئة الصحفيين التي كان أحد أعضائها عضوا فعالا في لجنة التأسيس للاتحاد السعودي للإعلام الرياضي، بل إن الأمير نواف بن فيصل جدد التباشير بإشهار هذا الاتحاد بعد شهر رمضان الماضي بموافقة وتأييد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، ولكن الخبر مات حيث ولد..!!
يؤلمني جدا أن أنتقد أساتذة لي واجهونا في الإعلام الرياضي بتصرفات قمعية وتسلطية، والمؤلم أكثر عدم قدرة هيئة الصحفيين حتى الآن على القيام بواجباتها تجاه الإعلاميين بوجه عام والإعلام الرياضي بوجه خاص. فلا هي عملت بما يعزز من قدرتها على تحقيق أهدافها، ولا هي تركت أصحاب الشأن من ذوي الإعلام الرياضي يتولون شؤونهم بأنفسهم.
كل الدول العربية والخليجية لديها روابط أو لجان إعلامية رياضية عدا السعودية، وهذا مربط الحيرة والتساؤلات التي تطرح علينا أينما وجدنا.
المضحك المبكي، أن المعارضين هم من صلب الإعلام الرياضي بدؤوا مشوارهم من (القسم الرياضي) وتوسعت مداركهم بالرياضة حتى باتوا في كرسي الهرم الصحفي، ولم يفوا تجاه هذا المكان الخصب ولم يحرصوا على إثبات مسؤولياتهم بحق أجيال قادمة تحتاج للكثير على الصعيد المهني وتوسيع العلاقات بما يساهم في تقديم نماذج تشرف الوطن إعلاميا.
والحقيقة الأكثر مرارة، على الأقل بالنسبة لي، أن زملاء المهنة ممن هم في جيلي أو قريبين منه، ناموا في عسل الكراسي والمناصب والمكاتب ولم يفكروا في شباب بحاجة إلى التطوير والشمولية بما يساعدهم على حمل لواء المسؤولية في المستقبل، نعم هناك شباب مؤهلون ولكن العلاقات وتشرب الخبرة والتعلم من تجارب الآخرين من عوامل النجاح، علما أن إنشاء رابطة أو اتحاد أو لجنة للإعلام الرياضي ضروري جدا في تنمية العلاقات بين الزملاء في مختلف وسائل الإعلام، وسيساعد في الحد من مشاكل التعصب والتنافر بين الزملاء، وتلمس المشاكل والمعوقات وتحقيق أهداف سامية.
قد يرى البعض أنني ضد أحد معين، أو أبحث عن منصب في هذا الشأن، ولكنني أحب أن أؤكد أن تناولي هذا الموضوع في بعض المناسبات هدفه المصلحة العامة أولا وأخيرا، ويحز في نفسي أن تكون مملكتنا الغالية، الوحيدة بلا كيان إعلامي رياضي، في ظل ما حبانا به المولى من معطيات النجاح والتميز أفضل عن غيرنا، لكننا نصارع أنفسنا ونقلل من كفاءاتنا ولا نستفيد من إمكاناتنا.
المسؤولية الآن أكبر على عاتق الغالبية من زملاء المهنة أكثر من غيرهم متى تعاضدوا واتحدوا وتصدوا لصراعات الميول.