فجأة وبينما كانت تشعل شموع سنة جديدة لتطفئها، اجتاحتنا رغبة عجيبة في إهانتها!، ليتنا صبرنا على الأقل إلى حين لم تعد تتعرف على كلماتنا، فقد وصلها عزفنا بكامل نشازه وغطرسته، وكان إسهابنا في النكات مخزيا، وكنا نعرف، لكننا أردنا الانتقام لفشلنا من نجاحاتها الكثيرة في تجديد صباها، و في حماستها على أن تظل عاشقة
ومعشوقة حتى آخر لحظة!.
أفرغنا القسوة من شجاعتها، من الشيء الوحيد الذي يمكنها التحلي به! وقررنا اللعب، وكأن تقدمها في السن سبب تأخرنا! وازع اللعب لدينا كشف عن أظافر غير مقلمة وأسنان أقل نظافة مما وعدتنا به معاجين الأسنان!.
ولأن السنين ضمنت لنا غياب أحبابها من النقاد وأنصارها من أهل السياسة والمال، وعددا كبيرا من المعجبين المغرمين، منحْنا اللامبالاة اسم: العفوية، وغياب الرشاقة اسم: خفة الظل، ومضينا نغزل العتيم.
تفضل "كونديرا" قل كلمتك: "بأيّ تهوّرٍ ومن أيّ معدنٍ رخيصٍ نصنعُ حِيَلَنَا؟!"، شكرا!، لم ينجح أحد في تقليدها، فاستثمرت برامج التسلية الأمر، وكسب "أراجوزات" مالا!، وباسم "الدويتو" اشتغلت شبه كورال وراء شبه مطربة!، وفي مسلسل تلفزيوني باهت حثينا على وجهها تراب بذاءات رخيصة.
"كنّا: ليل، كانت: صباح"!