استبقت إسرائيل زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المنطقة الأسبوع القادم، بالإعلان عن نية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطالبة واشنطن بتمديد المفاوضات، المقرر أن تنتهي في أبريل المقبل لمدة عام، "خشية تفجرها بسبب الخلافات حول القضايا الجوهرية العالقة". وذكرت تقارير إسرائيلية أن نتنياهو قرر طلب الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي المعتقل بالولايات المتحدة جوناثان بولارد، كشرط لتحقيق تقدم في العملية السياسية مع الفلسطينيين. وقالت القناة الإسرائيلية الثانية: "نتنياهو سيطرح قضية بولارد شرطا لتوقيع إسرائيل على اتفاق الإطار الذي ينوي الجانب الأميركي عرضه على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بعد شهر". وأضافت "ربما يطرح نتنياهو مسألة إخلاء سبيل بولارد كشرط لتنفيذ المرحلة الرابعة من الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في مارس المقبل".

في غضون ذلك، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الولايات المتحدة قبلت معظم الطلبات الأمنية الإسرائيلية وأنها اقترحت وجودا إسرائيليا بغور الأردن لمدة 10 سنوات، مع دعم وسائل استخبارية مطورة لمراقبة الأوضاع بالضفة الغربية، وتسيير دوريات إسرائيلية على امتداد الحدود مع الأردن خلال بضع سنوات ثم تسيير دوريات إسرائيلية ـ فلسطينية مشتركة بالتنسيق مع الجانب الأردني. وفيما أشارت إلى أن الأفكار الأميركية تنص على إخلاء المستوطنات الإسرائيلية بغور الأردن، قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي زئيف الكين: "إن إسرائيل لن توافق على إخلاء تجمعات سكنية بغور الأردن".

إلى ذلك، أعلن وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني عيسى قراقع، أن جيش الاحتلال اعتقل العام الحالي ما يزيد على 4000 فلسطيني بمعدل تراوح بين 15 ـ 20 حالة اعتقال يوميا. وأشار إلى أن ما يقارب 850 ألف فلسطيني اعتقلوا منذ عام 1967، ويوجد حاليا بالسجون الإسرائيلية 5000 أسير فلسطيني، منهم 149 محكومون بالإداري و250 طفلا قاصرا و14 أسيرة و16 نائبا بالمجلس التشريعي، و1400 مريض، تدفعهم إسرائيل نحو الموت عبر سياسة الإهمال الطبي.

وطالب قراقع بضرورة عقد مؤتمر دولي لنصرة الأسرى، وتفعيل القضية على كل المستويات والمحافل الدولية، وبمشاركة أكبر قطاع ممكن من المؤسسات الحقوقية والإنسانية القادرة على الضغط على إسرائيل للكف عن كل ممارساتها بحق كافة الأسرى، مشددا على أن هذا الاحتلال احتلال شرس يستهدف كل حياة الفلسطينيين.

من جهة أخرى، احتفلت بيت لحم أمس بعيد الميلاد، ورأس قداس منتصف الليل البطريرك فؤاد طوال بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة، في كنيسة القديسة كاترين الكاثوليكية المتصلة بكنيسة المهد. وامتلأت ساحة الكنيسة في بيت لحم بمئات السياح والمواطنين الفلسطينيين الذين جاؤوا لحضور عرض فرق الكشافة قبيل دخول موكب بطريرك اللاتين فؤاد طوال.

ووضعت شجرة ميلاد كبيرة في وسط الساحة زينت بالأضواء الحمراء وتحتها نموذج للمغارة التي ولد فيها المسيح. وانتشر مئات من أفراد الشرطة الفلسطينية بالساحة وفي المدينة لتنظيم حركة المرور.