وسط انقسام سياسي حاد، وقعت في صنعاء وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية التي يناقشها مؤتمر الحوار الوطني باليمن، وتقضي بإعلان اليمن دولة اتحادية من عدة أقاليم، وإن لم يحسم عددها، وفوضت الوثيقة الرئيس عبدربه منصور هادي بإعلانها لاحقا.

وقال هادي عقب التوقيع، بحضور مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر، إن التوقيع جاء انطلاقاً من تغليب مصلحة الوطن، مشيدا بالجهود التي بذلت من أجل هذا الإنجاز، ومؤكدا أن التاريخ سيسجل وبكل فخر كل الجهود في مصاف العمل الخالد.

وفيما رحب بنعمر بتوصل اللجنة المصغرة للتوافق على الوثيقة، اعتبرتها الرئاسة اليمنية من أهم مخرجات الحوار والركيزة الأساسية للإصلاح الشامل في ضوء الاتجاه العام للمؤتمر الذي يمثل جوهر التغيير.

وعلى الرغم من إعلان هادي التوقيع على الوثيقة فإن عدداً من الأحزاب السياسية رفض الموافقة عليها وأعلن أنه لم يوقع عليها، خاصة حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال مصدر بالمؤتمر إن توقيع الدكتور عبد الكريم الإرياني على الوثيقة "لا يمثل موقف المؤتمر وقناعات أطره القيادية، بل هو موقف شخصي"، وذلك رداً على توقيع الإرياني على الوثيقة باسم المؤتمر. واعتبر المؤتمر أن انزلاق الإرياني إلى هذا المستوى مؤسف ولا يمثل المؤتمر الشعبي العام، مشيراً إلى أن "إقدام الإرياني على هذا الفعل يجعله في المواقع المتعارضة تماما مع توجهات المؤتمر الشعبي".

وأوضح المصدر أن "الوثيقة عمدت على تأصيل الانفصال والبناء على هويتين شمالية وجنوبية خارج كيان الدولة اليمنية الواحدة، ويعتبر المؤتمر هذا النص خيانة ويربأ بنفسه عن الانزلاق وراء مخططاتها التقسيمية بأسلوب متستر وصريح، كونها تتعارض ومصالح وتطلعات الشعب اليمني وضارة بحاضره ومستقبله، وتلتقي مع أشد النزعات الانفصالية المدمرة لمكاسب الوطن".

من جانبه قال الأمين العام للحزب الاشتراكي ياسين سعيد نعمان إن حزبه ليس طرفاً في خيار تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، مؤكداً أن الاشتراكي لن يعمل على ما يؤدي لتعطيل الحوار أو تعثره. وأشار نعمان الذي لم يوقع على الوثيقة مع التنظيم الناصري إلى أن الحزب تحفظ على تقسيم البلاد، وقدم مقترحات للفصل فيها، إلا أنه لم يتم ذلك.

من جهة أخرى، قتل ستة أشخاص بينهم أربعة جنود، وأصيب العشرات باشتباكات جرت أمس بين قوات الأمن ومسلحين من الحراك الجنوبي في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة جنوب شرق اليمن. وأفاد شهود عيان أن أربعة جنود قتلوا برصاص المسلحين، كما قتل مدنيان بينهما الشيخ صالح عوض الطالبي أحد وجهاء شبوة في الاشتباكات التي اندلعت عقب مسيرة للحراك الجنوبي تطالب بانفصال الجنوب عن الشمال، كما أصيب ما لا يقل عن 15 شخصا بإصابات مختلفة.

وقال أحد السكان بعتق إن قوات الأمن فرضت حصارا أمنيا محكما على منزل الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن الجفري رئيس تحالف قبائل شبوة عقب ساعة من اشتباكات عتق بغرض اعتقاله. إلا أنه تم فك الحصار بعد تحذيرات قوية وجهتها قبائل من شبوة.