طالب عدد من الباحثين والمؤرخين في المدينة المنورة بتسجيل قلعة "قباء" الواقعة على بعد1500م من مسجد قباء في قائمة المواقع المقرر إعادة الاعتبار لها وحمايتها من التداعي الذي طال قلاع المدينة التاريخية، لافتين إلى أن هذا المعلم يعاني من ضعف الحماية والاهتمام، حيث تعرض السياج الحامي (المحيط بها) للتفكك، وأصبح عرضة لعبث المراهقين، بعد أن أصبحت داخل حي سكني. وتعتبر القلعة التي تسمت باسم أول مسجد بني في الإسلام لقربها منه من القلاع التي انتشرت في ضواحي المدينة المنورة عبر العصور المختلفة لحمايتها ومراقبة حدودها.

من جهته قال الباحث في تاريخ المدينة المنورة عدنان عيسى العمري إن المدينة تزخر بالعديد من المعالم الأثرية والمعمارية التي بنيت على مر العصور، ويأتي على رأسها القلاع والحصون التي ما زال أغلبها ماثلا للعيان في المدينة المنورة حتى اليوم، ومعظمها قلاع عسكرية، مفيداً أن بعضها أزيل حديثا في التوسعات العمرانية التي شهدتها المدينة. وأضاف العمري أن قلعة قباء هي إحدى القلاع التاريخية التي انتشرت في ضواحي المدينة المنورة، وكانت مخصصة للحراسة ومراقبة ما يدور خارج المدينة، مثل قلعة "العيون "وقلعة "أحد "وقلعة "العقيق" وقلعة "الباب الشامي "وقلعة "أنعم" وتقع اليوم في حي الديمة في قباء بالقرب من مسجد قباء، وتظهر اليوم بوضوح تام من الطريق العام، مبيناً أنها بنيت عام 1334هـ على يد القائد العسكري للمدينة المنورة آنذاك (فخري باشا) خلال الحرب العالمية الأولى مع مجموعة من القلاع الصغيرة والحصون.

وخالفه الرأي الباحث في تاريخ المدينة المنورة عبدالله مصطفى الشنقيطي في نسبة قلعة قباء للقائد العسكري( فخري باشا) صاحب قضية تهجير أهالي المدينة الشهيرة "سفربرلك"، مفيداً أن من بناها هو (بصري باشا)، موافقاً العمري بذات تاريخ تشييدها بين عامي 1331 -1334 هـ، ووافقه الغرض الذي شيدت من أجله للحماية العسكرية، وقال: إنها شيدت للتسلح العسكري ومراقبة القادمين للمدينة وصد هجمات الأعداء، وهي مربعة الشكل وتتميز عمارتها بسماكة البنيان، وتبلغ مساحتها 1600م2 ، وبنيت على تلة عالية شمال مسجد قباء، وتبعد عن مسجد قباء 1500م، وتتكون من 3 أدوار وجاء بناؤها من الحجارة، وتم طلاؤها بالجس والنورة، مفيداً أن للقلعة مدخلا وبابا واحدا يقع في الجهة الشمالية، وقد عقد أعلاه بعقد دائري بني من الحجر المنتظم ويعتلي الباب برج المدخل الرئيسي. يشار إلى أن هناك قلاعا صغيرة متناثرة على جبل سلع، منها قلعة سلع التي يطلق منها مدفع رمضان الذي كان يؤذن بدخول رمضان المبارك وخروجه حتى أواخر العقد المنصرم.