في بادرة إنسانية تجسد المحبة والإخاء، تنازل مواطن عن منزله الخاص الذي لم يقطنه سوى شهرين لأبناء شقيقه المتوفى.
وقال المواطن عبدالله خالد عسيري "أحد سكان قرية "الرهوة" في ربيعة ورفيدة" أن شقيقه كان يحلم ببناء منزل لأبنائه السبعة وزوجته، وبدأ في تجهيز مخطط البناء، ولكن تعرض فجأة لمرض أجبره على مراجعة المستشفى العسكري في تبوك لتكشف الفحوصات الطبية عن إصابته بسرطان في الدم، وتم تحويله إلى أحد مستشفيات الرياض، وظل يراجع شهريا لمدة عام، مما أدى لاستنزاف كافة المبالغ المالية التي جمعها لبناء المنزل، وتوفي منتصف العام الماضي.
وأضاف "كنت في تلك الليلة التي توفي فيها مرافقا له بالمستشفى بالرياض، وبمجرد وفاته اتصلت بزوجتي وأبلغتها أنني قررت التنازل عن منزلي الذي نقطن فيه لأبناء أخي دون مقابل، فأيدت زوجتي الفكرة دون أي تردد".
وقال عسيري :"أردت تنفيذ حلم أخي الذي مات قبل تحقيقه، وقمت أنا وأسرتي بالسكن في أحد المنازل المستأجرة"، وقالت أرملة شقيقه إن "قيام شقيق زوجي بمنحنا بيته الخاص عمل نادر حدوثه في وقتنا الحالي، فلم تكتمل فرحة أسرته بالمنزل حتى قدمه هدية لنا، لقد قدم لنا منزلا كبيرا من طابقين بكامل أثاثه وتجهيزاته دون منة، وانتقل إلى منزل بالإيجار، وأنا وأبنائي نكن له كل التقدير على هذا العمل الذي نسأل الله أن يعوضه خيرا فيه، لقد هون علينا كثيرا من مصاعب العيش".
من جانبه أكد مدير عام فرع جمعية البر في أبها الشيخ محمد بن فحاس على أن "هذا موقف إنساني نبيل، ومستغرب أن يفعل في مثل هذا الزمن، ونحن مستعدون لمثله، بكفالة هؤلاء الأيتام ومساعدتهم في كل ما يريدونه".
وأضاف "وبالنسبة للأخ المتبرع نحن على أتم الاستعداد لمساعدته بكل مايرغبه، تشجيعا على هذا الدور الإنساني الكبير الذي قام به".