عرض الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر أمس 3 أسس تمثل قاعدة لمحادثات سلام حول سورية في جنيف، هي إجراء انتخابات حرة واحترام نتائجها ونشر قوات لحفظ السلام. ومن المتوقع بدء محادثات سلام حول سورية بسويسرا في الـ22 من الشهر المقبل، علماً بأن اللائحة النهائية للمشاركين لم تتضح بعد.

وقال كارتر في مقال بصحيفة واشنطن بوست، إن المحادثات لم تصل لأي نتيجة حتى الآن، لأن كل طرف محارب "سمح له بتحديد الشروط المسبقة للمفاوضات". وأضاف "لا أحد يستطيع كسب هذه الحرب. وواضح أن كافة الأطراف تخشى أن تتعرض للإبادة إن خسرت الحرب، وهذا يفسر لماذا ستستمر الحرب ما لم يفرض المجتمع الدولي بديلاً شرعياً". وتابع أن الموفدين الدوليين كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي لم يسمح لهما باستخدام مهارتهما التفاوضية لأن اللاعبين الأساسيين يصرون على النصر كشرط مسبق، عوضاً عن الاستيعاب المتبادل الضروري لإنهاء الحرب".

وعرض كارتر إطلاق محادثات جنيف2 على أساس جعل الشعب السوري يتخذ القرار بشأن حكومة مستقبلية في انتخابات حرة تخضع لمراقبة عن كثب من مراقبين دوليين، وضمانة باحترام المنتصرين للأقليات والمجموعات المذهبية ونشر "قوة حفظ سلام قوية" تضمن تحقيق تلك الأهداف. وخلص إلى أنه ما لم يتم اتخاذ هذه الخطوات الصعبة "فإن الحرب قد تستمر لعشر سنوات أخرى ومن المرجح أن تخلق دائرة أكبر من الدمار والموت".

من جهة أخرى، دعت روسيا إلى إجراء حوار غير مشروط بين كافة أطراف الأزمة السورية، وأكد نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوجدانوف خلال لقائه اليومين الماضيين مع عدد من زعماء ما يسمى بمعارضة الداخل في جنيف، على ضرورة تسوية الأزمة السورية سياسيا عبر حوار سريع وواسع ودون شروط مسبقة.

وكانت الخارجية الروسية قد أعلنت أمس، أن بوجدانوف التقى بكل من رئيس فرع المهجر بهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي هيثم مناع، ورئيس الاتحاد الديموقراطي الكردي صالح مسلم، والرئيسة المناوبة للهيئة العامة للائتلاف العلماني الديموقراطي رندة قسيس، ورئيس المنبر الديموقراطي سمير عيطة.

وذكرت الخارجية الروسية أنه "في إطار تبادل شامل للآراء حول تطور الوضع في سورية، تم التركيز على مسائل التحضير للمؤتمر الدولي جنيف2 مع التأكيد على الضرورة الملحة لتسوية الأزمة في البلاد سياسياً وبشكل عاجل عبر حوار سوري شامل دون شروط مسبقة.

يشار إلى أن الجهود الدبلوماسية الروسية الأميركية تشهد حراكاً مكثفاً مع اقتراب عقد المؤتمر، علماً بأن المعارضة اشترطت لحضور المؤتمر عدة شروط، في مقدمتها ألا يكون للرئيس بشار الأسد دور في المرحلة الانتقالية المقبلة.