وبعد كل مفردات التهاني والتبريكات لك، فليس سرا نخفيه أن الصورة الذهنية التي تحتفظ بها أذهان المواطنين تجاه الوزارة التي تحملتم اليوم عبء مسؤولياتها الضخمة ليست على ما يرام، بل وأكثر من ذلك فهي لا تجد رضا لا من خارج أسوار الوزارة ولا من داخلها، هذه الصورة الذهنية المهتزة توارثتها الأجيال كابراً عن كابر حتى صارت مادة خصبة لمقالات السخرية ورسومات "الكاريكاتير" وطُرف المجالس، ثم تطورت أكثر لتصبح جزءا ثابتا في آلاف القصص المروية هنا وهناك، والتي تتفق جميعا في نهاياتها المأساوية!، وهنا ندعوك لوضع خطة شاملة لرسم صورة أخرى ولو للأجيال القادمة على الأقل!
ندعوك معالي الوزير لأخذ الأرقام والإحصاءات على محمل الجد، عدد المواليد الجدد، معدل النمو السكاني، عدد الأسِرة المتاحة لكل 10000 مواطن، عدد الأخطاء الطبية، عدد القضايا المنظورة في الهيئة الطبية الشرعية، عدد الأطباء بالنسبة لعدد السكان، فهذه الأرقام الناطقة تغني عن كثير من المؤتمرات والندوات وورش العمل!
ندعوك كما بحت أصواتنا مع سابقيك لزيارة واحدة - دون سابق إنذار - لأي أقسام الطوارئ شئت، شريطة أن تتخلى فيها عن طاقمك المرافق بكل آلته الإعلامية الضخمة، زيارة تتقمص فيها دور "مريض" دون أي امتياز، يتنافس فيها مع عشرات غيره في ذات المكان لمقابلة الطبيب الوحيد هناك، ولا نظنك ستعود من هناك إلا وقد أدركت كيف يصاب الناس بالضغط و"التهاب القولون" بالإضافة لأمراضهم الرئيسة، نثق بأنك ستعود محملا بعشرات "الملاحظات" ومثلها "حلول" وضعفها من "الشكاوى"!
ندعوك لتطوير كفاءات الممارسين الصحيين التابعين للوزارة، كما ندعوك لزيادة كفاءة المراكز الصحية لتصبح خط دفاع أول بدلا من أن تكون مقرا لتوزيع المسكنات! ندعوك لإعادة النظر في كل مقترحات التأمين الطبي الشامل للمواطنين.
نرجوك لأن تكون وزارة الصحة لصحة المواطنين!