في البدء، لست بصدد الحديث عن حيثيات وأسباب الأمر الملكي بإعفاء وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة من منصبه، فهذه إرادة ملكية ليس من حقي مناقشتها، ولكن سأتحدث عن آخر الملفات الحساسة التي أرقت الوزير الربيعة ولا شك أنها ستتعب الوزير المكلف من بعده عادل فقيه، وهو ملف "كورونا".
خلال أيام.. ضجت الدنيا بالخوف من "كورونا" واتهمت وزارة الصحة بالتقصير وهوجمت كثيراً في الإعلام التقليدي والجديد.. بل حتى الإعلام الخارجي انتقد أداء وزارة الصحة السعودية.. ومن وجهة نظري الشخصية التي ربما تكون قاصرة، أرى أن تقصير الوزارة يكمن في بطء تعاطيها مع الحدث إعلامياً؛ لأن الناس تبحث عن الحقيقة والأرقام الدقيقة، وقد طار الكثيرون وراء الإشاعات في ظل غياب المعلومة الدقيقة.
رحل الوزير عبدالله الربيعة وأي كلام عنه لن يعيده إلى منصبه ولن ينفعه في شيء، لكن لا بد أن يقال الحق حتى ممن يراه أخطأ وقصر في تعامله مع كورونا أو غيره من أمور الصحة.. فالربيعة رجل ناجح طبياً وماهر في تخصصه ورفع رأس الوطن عالياً بنجاحاته الطبية، وهو رجل خلوق يتمتع بأدب ولطافة واحترام للجميع، وهذا شيء من شهادة الشهود الذين لم يخجلوا من الإدلاء بها، رغم أنهم من منتقديه.
ما زلت مقتنعاً بأن مدح وزارة الصحة أو الإشادة بها أشبه بـ"الانتحار" أمام القارئ.. فهي الوزارة الوحيدة التي ينالها نصيب وافر من الكره والنقد؛ لأن "حياة" كل فرد مرتبطة بها وبعملها وأدائها، وتقرير مصيره الصحي في ذمتها، فزلة "طبيب" تحسب على الوزارة بأكملها، وخطأ "مستشفى" يجر النقد والانتقاد على أداء الوزارة من رأسها ويسحبها إلى أسفل السافلين في تقييم الأداء.
(بين قوسين)
أعان الله عادل فقيه على "الصحة" خلال الفترة الانتقالية.. كرسي الصحة ساخن فمن القادم؟ ومن يجرؤ عليه؟ الربيعة رحل وكورونا في مكانه ينتظر المحارب الجديد.