وقت كبير مهدر في حياتنا، ربما لا تشعر بذلك حينما تنظر إلى المسألة خلال الـ24 ساعة، إنها تبدو أكثر وضوحا حينما تنظر إليها خلال الأسبوع، تزداد وضوحا خلال الشهر، ومن ثم السنة!.

لنفترض أنك من سكان الرياض أو جدة، تأمل مشوارك اليومي، من وإلى العمل، وسط هذا الزحام الخانق، دعنا نستخدم لغة الحساب: ستضيع نصف ساعة للذهاب ومثلها للعودة، هذا يعني ساعة يوميا، في الأسبوع سبع ساعات، على اعتبار أننا سنضيف لها ساعتين خلال إجازة نهاية الأسبوع. بهذه اللغة الحسابية البسيطة، ستجد أن هناك ما يقرب من 300 ساعة خلال السنة، أي أن هناك قرابة 15 يوما في السنة، كلها مهدرة داخل هذه المركبة، التي تصارع الآخرين فيها وسط الزحام، 15 يوما لا تحصد منها سوى التوتر والقلق والضجر و"الشتائم". اطمئن، هناك حلول رائعة!.

لكن لاحظ معي أولا؛ هذا فقط في السيارة!، بمعنى: كم من الوقت يمضي في المقاهي والاستراحات والأسواق، ومناسبات "الهياط"، واللقاءات والمواعيد الجانبية غير المهمة وغير الطارئة، والبرامج الفضائية الفارغة، والمكالمات الهاتفية، كم من الوقت يمضي بسبب الهواتف الذكية المحملة ببرامج تواصل اجتماعي، تستنزف وقتك ووقت أسرتك، امسك ورقة وقلما واحسب: كم من الوقت تهدره في اليوم الواحد، وبالتالي كم يوما في السنة يضيع من عمرك، دون فائدة تذكر!

الأيام تركض دون أن نشعر، كثير من الناس بحاجة لإدارة الوقت. بالمناسبة المختصون يرون أن الوقت منظّم، وبالتالي لا بد من استبدال مفردة "تنظيم" بـ"إدارة"، نحن تحديدا من الشعوب التي تعاني مشكلة كبيرة في إدارة الوقت، الوقت لا قيمة له مطلقا، هل تعرف صديقا ينجز عدة أعمال في اليوم الواحد، بينما لا تستطيع أنت أن تنجز نصفها، فكّر في إدارة الوقت، أنت بحاجة لإدارة وقتك، حتى لو كنت في الثمانين والتسعين، هناك ألف طريقة وطريقة لإدارة الوقت، غدا نكمل بإذن الله.