عبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي ألمار بروك، الذي أجرى محادثات أمس مع كبار المسؤولين اللبنانيين وشخصيات من 14 آذار، عن أسفه لتصريحات الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله في خطابه أول من أمس بأنه غير مستعد لقيام حكومة حيادية في لبنان. وقال: "سمعت بالأمس أن الأمين العام لحزب الله أعلن أنه غير مستعد لمناقشة قيام حكومة حيادية، هذا الأمر ضروري لإحراز تقدم في البلد"، مضيفا "أنا غير مسرور على الإطلاق أن أحد الأفرقاء في هذا البلد غير مستعد للتعاون وتوفير الشروط المناسبة للحفاظ على الاستقرار، وهو ناشط في سورية وغير مستعد ليكون جزءاً من حل مستقل، وأنا آسف فعلا لذلك". وكان نصر الله شدد في خطاب في ذكرى اغتيال قيادي الحزب حسان اللقيس، على أن "المسؤولية الوطنية تقتضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية وليس حكومة حيادية". وأوضح "نحن لا ننصح أحدا بتشكيل حكومة أمر واقع ونقطة على السطر". وعد أن ما "أتى في إعلان طرابلس غير مسبوق وخطير"، مشيرا إلى الحديث عن "التطرف". وقال "المقصود في هذا النص نحن، وهم وصفونا بأننا تكفيريون وإقصائيون وأننا مفجرون وقتلة. فهذا الكلام ما القصد منه؟ هناك فرضيتان، الأولى هي أنه بالنسبة للفريق الآخر لم يعد هناك أي تصور في خيالهم أنه يمكن أن يجلسوا على طاولة حوار واحدة مع "حزب الله" أو في حكومة واحدة، لذلك، هذا يعني أن هذا الخطاب إعلان حرب". وقال: "نحن لا نريد الحرب معكم، ولكن إن كان هذا إعلان حرب قولوا لنا نحن "مش فاضيين لكم" ولكن لا يلعب أحد معنا".

بدوره، قال عضو "كتلة المستقبل" النائب عمار حوري: "كل مراقب محايد لما حصل خلال المؤتمر الوطني الذي عقدته قوى "14 آذار" في طرابلس يرى أن مشهداً وطنياً جامعاً جرى في هذه المدينة، وهو يتحدث عن الديموقراطية والرأي والرأي الآخر، وإذا عد نصر الله أن هذا المشهد هو إعلان حرب، فنحن لا خيار أمامنا إلا هذا المشهد الوطني الجامع، إذ إننا لا نؤمن بالتقوقع ولا بالحروب الداخلية". وعد أن "نصر الله يأخذ دور المرشد للجمهورية اللبنانية أي أنه فوق الدستور، وهذا الدستور يعطي رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام، الحق في إصدار مرسوم تشكيل الحكومة"، مشيرا إلى أن "عبارة (نقطة على السطر) هي عبارة تهديدية والكل يعرف ماذا تعني في أدبيات حزب الله. وهو لجأ إلى التهديد باستعمال السلاح".