استكمالا لما كتبته هنا في يوم ختام الأولمبياد الرياضي الأمني لقوى الأمن الداخلي قبل أقل من شهرين، وزيارة توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية للرياض قبل أسبوعين، أفي بوعدي في طرق موضوع أراه في غاية الأهمية في خضم سعي الجميع ولا سيما القياديين لتطوير الألعاب المختلفة.

وفي مقالي الأول قلت إن الأولمبياد الرياضي الأمني (نواة) لأولمبياد سعودي، بما يعزز من ثقافة المجتمع حيال الأولمبياد ويرسخ لعمل مستقبلي يبدأ من المدارس بمشاركة الأندية ومختلف القطاعات.

ولأن هذا المشروع الحيوي والضخم يُدرس لدى اللجنة الأولمبية السعودية أو (قد) يدرس، أتمنى أن يتبلور على أرض الواقع في أسرع وقت بميزانية خاصة من وزارة المالية بدعم حكومي ومعاضدة من مختلف القطاعات.

والأكيد أن اللجنة الأولمبية أكثر دراية بكيفية إقناع الجهات العليا، وأتصور أن مشاركة المدارس والجامعات والقطاعات الأمنية والعسكرية مع الأندية (أو) الاتحادات، سيوجد بيئة رياضية خصبة بما يقوي الألعاب المختلفة بأسلوب سعودي خالص، يعتمد في أنظمته على ما هو مقر دوليا.

ومن خلال الجهات العليا واهتمام مباشر من الملك أو ولي العهد، ستتنافس الشركات والبنوك والمستثمرون على الدعم والرعاية ربما يحقق أعلى من الميزانية المقترحة لإنجاح هذا المشروع، مع أهمية الحضور الإعلامي على أعلى المستويات بما يتيح متابعة الفعاليات والمنافسات بتغطية مميزة.

أتمنى ألا يتحجج بعض المعارضين – لأجل المعارضة – بأشياء في الخيال على كافة الأصعدة، ولا يتحجج ذوو الاختصاص في اللجنة الأولمبية بالتوقيت الأنسب، أو (الفلوس)، أو عدم قناعة وزارة المالية وجهات ذات علاقة، لابد من التجربة بما يؤسس لعمل مستقبلي يقلل من حدة النفور من هذه الألعاب التي وصلت إلى مرحلة نشفق عليها ونشفق على محبيها ونشفق على أنفسنا من مردودها، دون إغفال أدوار ناجحين في أكثر من لعبة.

والحقيقة التي تستوجب الثناء أن اللجنة الأولمبية السعودية بهيكلتها الجديدة والعمل المتواصل للنهوض بها، واضحة وجلية وتتطور يوما عن آخر لكنها لم تأخذ حقها الإعلامي إلا ما ندر في بعض وسائل الإعلام، مع عدم لوم بعضها ممن يصلون متأخرين في ظل لهيب كرة القدم خارج الملعب أكثر من داخله.

والحقيقة الماثلة أن أولمبياد قوى الأمن الذي نظمه الاتحاد الرياضي السعودي لقوى الأمن الداخلي على ملاعب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمشاركة عشرة قطاعات أمنية في خمس ألعاب: (القدم، الطائرة، ألعاب القوى، السباحة، والكاراتيه)، أعطى دروسا مفيدة ومفرحة في التنظيم وإقبال المشاركين وتعاضد الجهات على مختلف المستويات بوجود مسؤولين ومختصين من بعض الاتحادات وكذلك على الصعيد الإعلامي بتغطية رائعة من القناة الرياضية السعودية، واهتمام مختلف وسائل الإعلام بنشر ما يردها من اللجنة الإعلامية وكذلك حرص بعض الزملاء من اللجنة على تزويد صحفهم بما يواكب الحدث المهم جدا.

ومن خلال الالتصاق ببعض محبي الألعاب المختلفة ومزاوليها، فقد حملوني رسالة عشم بإقامة أولمبياد سعودي يشمل جميع القطاعات والأندية سواء في مدينة واحدة أو عدة مدن، حيث صادف وجود بعض الخبراء في زيارة للرياض واعتبروا هذا الأولمبياد تجربة ثرية لتنظيم بطولات مماثلة، وفي هذا الصدد لا بد أن نثمن دعم واهتمام الأمير محمد بن نايف واللواء عثمان المحرج، والمتابعة الدقيقة على أرض الميدان من اللواء محمد المرعول والعقيد سلطان الودعاني وتفاني العاملين في الأولمبياد.

ونهيب بالأمير نواف بن فيصل أن يضع بصمة جديدة على هذا النحو بما يحقق نقلة تاريخية للرياضة السعودية، سائلين المولى العلي القدير التوفيق والسداد.