لستم، ولست بحاجة لأن أسرد لكم مقدمة مكررة عن الدور الذي كان يفعله المسجد في السابق، لكن يمكنني القول إنه كان يقوم بعشرات الأدوار التي تقوم بها عشرات الجهات اليوم، أما اليوم وهذا ما أود الإشارة إليه، فقد تحول إلى مكان للصلاة فقط، يفتح مع الأذان، ويغلق مع خروج آخر المصلين!

هناك تجارب ناجحة يفترض أن يتم تعميمها على جميع المناطق، في شمال الرياض وفي أحد المواقع الاستراتيجية يبرز جامع "عثمان بن عفان" -رضي الله عنه- كاستثناء جميل بين كثير من جوامع بلادنا، وتقام فيه الدروس العلمية المتخصصة طوال العام الدراسي، حضرها قرابة 90 ألف مشارك ومشاركة!

من إنجازات الجامع أنه كان نواة لمركز تعليمي تربوي ضخم اسمه "نورين".. هذا المجمع القرآني المذهل تشرف عليه الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض، وبشكل فاعل ورئيس يبرز خلف الإنجاز الجميل، رجل يحمل شهادة الدكتوراه في الفقه والقضاء، وهو فضيلة الأخ الشيخ الدكتور "يوسف بن محمد المهوس"..

انطلقت برامج مجمع "نورين" في أواخر عام 1422، يهتم بالأسرة بجميع أفرادها، تحت شعار: "مجمعنا لك ولأسرتك"، ليواصل نجاحاته ويصبح أول مركز متخصص في تدريب جمعيات تحفيظ القرآن ومعلميها وطلابها، تدرب فيه أكثر من 11 ألف متدرب يمثلون 28 جمعية تحفيظ قرآن على مستوى المملكة!

أتحدث بإعجاب شديد، عن هذا الجامع المبارك، الذي قدم للمجتمع مركز "نورين" -www.norayn.org.sa- الذي أصبح هو الآخر، أشبه بأكاديمية علمية متخصصة في علوم القرآن الكريم، يتجاوز عدد العاملين فيها 115 موظفا وموظفة، وتضم العديد من المكونات الرجالية والنسائية، استفاد منها العديد من الطلبة في الداخل والخارج!

- لدينا جوامع كثيرة، بعضها أكبر مساحة من جامع عثمان بن عفان" -رضي الله عنه- لكن قليل هم الذين بهمة، وحماس، وعزم الدكتور "يوسف المهوس".