على مدى ثلاثين عاما يبدأ دوام الزميل سليمان العمير المسؤول عن واحدة من أقدم وأعرق الصفحات المهتمة بشؤون وهموم ومشاكل ومطالب المواطنين بالزميلة صحيفة "اليوم" مبكرا حيث يكون قد أعد كل الأوراق والمستندات والمعلومات التي وصلته من بعض القراء لبعض المشاكل التي لا يمكن الاكتفاء بنشرها في صفحته الشهيرة "اليوم والناس" وانتظار رد المسؤول عليها فيما بعد، فهو - العمير- قادر بخبرته الممتدة لثلاثين عاما مسؤولا عن هذه الصفحة ومخضرما في كيفية تعاطي المسؤولين مع مشاكل الناس أن يدرك ما يمكن حله بمكالمة هاتفية أو بزيارة شخصية للمسؤول في مكتبه أيا كان موقعه سواء في منطقة صدور الصحيفة أو خارجها أو ما إذا كان نشر الموضوع في تلك الصفحة كافيا لحل المشكلة.

من هم في مثل موقع وعمل سليمان العمير في الصحف الأخرى يكتفون بنشر ما يصلهم من مطالب الناس ومشاكلهم، لكن العمير ينزل إلى الميدان ركضا ومتابعة للمسؤولين الذين بيدهم حل مشاكل الناس وإزالة الكثير من العثرات التي تحول دون إنجازات معاملاتهم، وكان بإمكان الصديق سليمان كما أسلفت أن يكتفي بنشر مطالب الناس وانتظار رد المسؤولين عليها، وهذا ما يفعله تجاه بعض المواضيع التي تصله من القراء، لكن هناك قضايا محددة يرى أن إنجازها لن يتم إلا بالوقوف عليها شخصيا مع المسؤول المعني بها، ولهذا يبدأ صباحه بالتنقل من الدمام إلى النعيرية أو الجبيل أو الأحساء وإلى ما هو أبعد أو أقرب، فالمهم ألا يعود إلى مكتبه في الدمام إلا وقد خدم العديد من المواطنين الذين لا يعرفونه وربما لا يعرفون أنه يسافر ويعاني في تنقلاته من أجل تحقيق مطالبهم والبحث عن حلول لمشاكلهم وإيصال صوتهم للرجل الأول المسؤول عن معاناتهم.

طبعا عندما يقوم سليمان العمير بزيارة المسؤولين في مكاتبهم فإن الأبواب تشرع له على مصراعيها ويرحب به أجمل ترحيب ويكون في استقباله الرجل الأول في معظم القطاعات التي يزورها لعدة أسباب أولها سيرته الطيبة على المستوى الشخصي وعلى المستوى المهني، فكل المسؤولين يعلمون تماما الجهد الذي يبذله لعدة عقود لخدمة الناس، والسبب الآخر أن سليمان العمير بات صاحب سلطة بقوة صفحته وقوة حروفه التي يسطرها بقلمه الأحمر، وليس الأزرق متى ما غضب جراء تهاون أوعدم اهتمام مسؤول ما في الرد على ما نشر في صفحته أو على ما تم إرساله له للرد عليه قبل نشره في الصفحة.

سليمان العمير فضلا عن تواضعه وإخلاصه لمهنته بشكل جدير بالتقدير والإعجاب والتوثيق فإنه صاحب قلم جميل وعبارات خاصة به، مثلما هو يملك من العناوين الصحفية الجميلة وغير التقليدية الكثير خاصة يوم أن كان يكتب التحليلات الخاصة بمباريات كرة القدم التي افتقدناها منذ فترة بعيدة حيث حل محلها الكلام الإنشائي العاطفي.

كلما تذكرت وطالعت ما يقوم به العزيز والصديق والصحفي المخضرم سليمان العمير تجاه الناس تذكرت ما ورد في الأثر من أن "أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس".