لا شك أن الوسط الرياضي فتح آفاقا كثيرة لمواطني هذه الدولة لخدمة بلدهم رياضيا وإداريا داخليا وخارجيا وقدم لهم عددا من الفرص الوظيفية والعلمية، وهو وسط مختلف عن بقية الأوساط لكونه يجمع كل طوائف وتصنيفات المجتمع بل يربط المجتمعات مع بعضها البعض.
هناك سعوديون يعشقون ريال مدريد أو برشلونة أو ليفربول ويشجعونهم، بل ويحضرون بعض مبارياتهم في أوروبا، وهذا بسبب المتعة التي يوفرها هذا الوسط الجميل الذي من خلاله أحببنا بيليه وماردونا وبيكنباور وكرويف وأوزيبيبو وبوشكاش وزيدان عالميا، وعلى المستوى القاري أحببنا ماجد عبدالله وجاسم يعقوب وأحمد راضي وغيرهم، وتابعناهم وعشنا مراحل حياتهم الرياضية وحتى الخاصة.
الوسط الرياضي وسط جميل، ويسهم في الترويح عن النفس وأيضا تقديم السعادة والفرح لأعضائه وتوسيع دائرة العلاقات والارتباط في المجتمعات دون النظر للقبيلة والعائلة والجنسية والعرق واللون، وهذا هو أساس قيام اللجنة الأولمبية الدولية والفيفا والمنظمات الرياضية الدولية.
في السعودية هناك حراك رياضي كبير يعيشه هذا الوسط من خلال الاتحادات والأندية خصوصا في مجال المنافسات الرياضية وبالذات في كرة القدم، ولكن للأسف يتعرض هذا الوسط للتشويه من قبل الإعلام الرياضي الذي يمارس أدوارا سيئة جدا في الطرح الإعلامي مما يزيد الاحتقان والتعصب من خلال التشكيك والسب والشتم.
إعلاميون رياضيون يصنفون بأنهم كبار وعندما تطرح عليهم قضايا تتعلق بأنديتهم المفضلة تجدهم يقلبون الحقائق ويراوغون ويبحثون عن مخارج لتجميل وتحسين صورة أنديتهم المفضلة حتى بات الجمهور الرياضي يحتقرهم أيما احتقار، ويعرفهم فردا فردا، بل ويعرف ما سيقولونه في أي قضية بناء على المعرفة السابقة بعقلياتهم المتعصبة المريضة.
ومن هذا المنطلق بات كثيرون يرون أن الوسط الرياضي سيء ولا يليق بالمشاركة فيه والدخول إليه كونه يتكئ على عقليات إعلامية تظهر أمام المتابعين بوجه يسيء للمبادئ السامية للرياضة والمنافسة الشريفة، علما أن الوسط نفسه نظيف، ويمكن إصلاح أي خلل فيه، ولكن ما يعمق السوء والخلل هو الإعلام الرياضي مع الأسف بطرحه الوضيع الرديء المبني على المصالح الشخصية الوقتية والنظرة الضيقة، وعدم الإلمام بخطورة الوضع العام.
والحقيقة أن الإعلام الرياضي يحتاج إعادة نظر وترتيب ويجب ألا ننتظر سقطات قد تعصف بثوابت وطنية أساسية إن لم يتم تدارك الوضع فنحن في النهاية أبناء عمومة وأهل وأقارب وعلى دين واحد وجنسية واحدة ولا يمكن أن يستمر هذا الوضع دون أخذ أسباب عملية لإيقاف مسلسل التعصب والاحتقان والإساءة لهذا الوسط الجميل أو المفترض أن يكون الوسط الأجمل، لكونه يعنى بالترويح عن النفس وإدخال السعادة من خلال ممارسة الرياضة وإقامة العلاقات والتواصل والمحبة.
هذا الإعلام السيئ هو الذي جعل المسؤول الرياضي الأول في المملكة الأمير نواف بن فيصل، يغرد بأنه "كره كرة القدم" التي هي عصب الوسط الرياضي، ورغم خطورة ما صرح به إلا أنني اتفق معه لأن الإعلام الرياضي أساء للوسط بأكمله، وبدأت شخصيات كثيرة تبحث عن الخروج منه رغم ما يقدمه لها من شهرة وحضور وأحيانا مال، إلا أنها لم تعد ترغب فيه، وكرهته كما كره الرئيس العام اللعبة الشعبية الأولى.