رغم أن عدد سكان حي العاقول بالمدينة المنورة يزيد على 15 ألف نسمة، إلا أنه لا يوجد به سوى مدرسة متوسطة وأخرى ثانوية داخل مبنى واحد، مما دفع العديد من الطلاب إلى التوجه إلى المعهد العلمي التابع للجامعة الإسلامية لإكمال مرحلتي المتوسط والثانوي.

وفي جولة لـ"الوطن" داخل الحي، رصدت أن معاناة أهل الحي لم تقتصر على ندرة المدارس فيه، التي جعلت ألف طالب يتكدسون داخل مبنى واحد، وتأثر سير العملية التعليمية جراء ذلك، وإنما امتدت إلى الطريق، الذي أصبح يشكل خطرا نظرا لكثرة الحوادث الواقعة عليه.

ومع استمرار الجولة بدأ أهالي الحي يبوحون بما يقض مضاجعهم، حيث أشاروا إلى أن الحي يفتقد لوجود مركز للشرطة وكذلك الدفاع المدني والهلال الأحمر، مشيرين إلى أن مشكلة قلة المساجد ليست عن الحي ببعيدة.

وأكد عدد من أهالي الحي أنهم يعانون من عدم توفر المياه، ويعتمدون كثيرا على شراء صهاريج المياه، التي تعرضهم أحيانا للاستغلال.

ولخص المواطن يوسف البراكي حال الحي، بقوله "إنه مهمش"، فيما تطرق آخرون إلى أن وجود مصنع للطوب داخل الحي، يتسبب في تلوث بيئة المنطقة، مؤكدين أن أغلب أهالي الحي يعانون من ضيق التنفس بسبب ذلك المصنع.

أما المواطن سمير الحربي فطالب بإنشاء حدائق، وملاعب رياضية، ملمحا إلى أهمية سفلتة بعض الشوارع، وإنشاء مواقع للصرافات.

وتعليقا على وجود مدرستين متوسطة وثانوية في مبنى واحد، وصف الأخصائي النفسي رئيس قسم الدراسات النفسية بجامعة طيبة الدكتور نايف الحربي دمج فئتين عمريتين مختلفتين داخل مبنى واحد بالظاهرة غير الصحية، وحذر من تسبب ذلك في آثار سلبية على الطلاب كالعدوانية، سواء كانت لفظية أو بدنية، إضافة إلى ظهور ظاهرة الاستقواء بين الفئتين، وذلك من خلال احتكاكهم في وقت الانصراف أو الصباح.

وأرجع صدور بعض السلوكيات الخاطئة من بعض السكان إلى موقع الحي وكثافته، وقلة خدماته، خلافا لما هو موجود في أحياء أخرى أكثر تنظيما.

من جهته، أكد الناطق الإعلامي بشرطة منطقة المدينة المنورة العقيد فهد عامر الغنام على الوجود الأمني في حي العاقول، مشيرا إلى وجود دوريات أمنية وأخرى سرية إلى جانب البحث والتحري.

وأفاد بأن الحي تابع لمركز شرطة المطار، مؤكدا بأن الهدف من الأمن هو الوقاية من الجريمة قبل وقوعها، وهذا ما نصبو إليه.

فيما بين مدير عام إدارة الطرق والنقل بمنطقة المدينة المنورة المهندس زهير كاتب أنه يتم إجراء صيانة بصفة مستمرة لطريق المدينة المنورة- القصيم القديم "طريق العاقول"، وذلك ضمن عقود الصيانة، مضيفا أن الطريق العام للحي تتوفر فيه وسائل السلامة اللازمة.

وألمح إلى أنه تم اعتماد ازدواج هذا الطريق بمشروع "ازدواج طريق المدينة المنورة – القصيم" مع الإنارة وتقاطع مدخل توسعة مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي "المرحلة الأولى"، لافتا إلى أنه تم تسليم الموقع للمقاول وجار الأعمال المساحية والإعداد لبدء العمل.

وحاولت "الوطن" مرات عدة التواصل مع إدارة التربية والتعليم بمنطقة المدينة المنورة للاستفسار عن سبب دمج مدرستين في مبنى واحد إلا أن أحدا لم يرد حتى موعد كتابة التقرير.