أدى تدفق كميات كبيرة من مياه بحيرة "الأصفر" الواقعة إلى الشرق من مدينة الهفوف بالأحساء أمس إلى غرق مساحة شاسعة من أراضي الصحراء الواقعة بين (مدينة العيون، وشاطئ العقير)، متسببة في انهيارات "ترابية" في بعض المواقع، ومشكلة أنهارا سريعة الجريان تتجاوز أطوالها الـ10 كيلو مترات، مخترقة الطريق الرئيسي لمدينة العيون والعقير.

وأوضح أمين الأحساء المهندس عادل الملحم لـ"الوطن" أمس، أن محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود، طالب بتشكيل لجنة مكونة من الإمارة، والأمانة، والدفاع المدني، وهيئة الري والصرف في الأحساء، وفرع وزارة النقل في الأحساء، وستتولى طائرة "استكشاف" لمتابعة الأوضاع باعتبار المساحة شاسعة وكميات المياه "كبيرة" جداً، مبيناً أن البحيرة تشهد حالياً ارتفاعاً كبيراً في منسوب المياه، ويجري حالياً تحديد مصدر المياه "المتدفقة"، مشيراً إلى أن هناك سبباً "حديثاً" وراء تلك الزيادة.

وبدوره، أشار مدير العلاقات العامة والإعلام الناطق الإعلامي في هيئة الري والصرف إلى أن المتابعات الأولية "الميدانية"، تشير إلى أن وراء نزوح المياه، انهيار سد "ترابي" من إحدى جهات البحيرة وتسببه في تسرب المياه، علاوة على ارتفاع منسوب المياه في البحيرة في الفترة الأخيرة، بسبب الأمطار التي شهدتها الأحساء أخيراً، مضيفاً أن هناك احتمالات عديدة لظروف انهيار "السد" الترابي، مؤكداً أن جهات الاختصاص في الهيئة تعمل حالياً على معالجة الوضع وتأمين مسار حركة المركبات على الطريق الرئيسي.

وطبقاً لمشاهدات "الوطن"، التي وجدت على بعد 32 كيلومتراً من الطريق "الرئيسي" الرابط بين مدينة العيون وشاطئ العقير، والذي يشهد تدفق كميات كبيرة من المياه، فقد بدأ نزوح المياه في الطريق الرئيسي منذ فجر أمس، وهي المرة الأولى التي تحدث في الأحساء.

كما جرى توفير 28 شاحنة نقل وجرافة تابعة لأمانة الأحساء وهيئة الري لإنشاء عقوم "رملية" على جانب الطريق لوقف تدفق المياه، فيما وجدت الدوريات لتأمين حركة السير في منطقة جريان المياه.

كما سجلت مواقع قريبة جداً من الأسفلت في الطريق الرئيسي انهيارات "رملية"، ويبعد موقع نزوح المياه عن النطاق السكاني في العيون بـ 32 كيلومتراً، والنطاق الترفيهي في العقير بـ45 كيلومتراً.