تسعى الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) إلى تقليل استخدامها للغاز في عمليات التصنيع مستقبلاً، مؤكدة على أهمية البحث عن طرق خلاقة عبر مجال الأبحاث والاستعانة بتحويل الغازات وتحويل الفحم الحجري إلى منتجات بتروكمياوية ونحوها.

وأكدت الشركة خلال افتتاح مركز "سابك" لتطوير التطبيقات البلاستيكية، الذي دشنه أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر أمس، أن المركز الجديد يعد خطوة إضافية هامة نحو تحول سابك إلى شركة رائدة في مجال الابتكار، إضافة إلى أنه يعتبر إسهاما من الشركة في الجهود الرامية للوصول بالمملكة لتحقيق الاقتصاد المعرفي، مضيفة على لسان رئيسها التنفيذي المهندس محمد الماضي أن دور المركز هو الربط ما بين أفضل الإمكانات التي تملكها "سابك" في مجال تطوير البلاستيكيات، ورجال الأعمال في المملكة لإيجاد تطبيقات وأعمال جديدة.

وأشار الماضي إلى أن خطط "سابك" تركز على تعزيز حضورها في مجال الابتكار، إضافة إلى أن سابك أنشأت مؤخرا مركزا للأبحاث داخل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، حيث يضم في الوقت الراهن من باحثي سابك نحو 2000 باحث في جميع أنحاء العالم، وما زالت الشركة تواصل زيادة هذا الرقم بشكل مستمر لتتمكن من تحقيق استراتيجيتها.

ولفت الماضي إلى أن افتتاح المركز الجديد هو امتداد لسلسلة مراكز سابك البحثية بعد أن تم تدشين قبل أيام قليلة مركزيها في الهند والصين، في حين تم إنشاء هذا المركز على مساحة 42 ألف متر مربع وبتكلفة إجمالية قدرت بـ472 مليون ريال، وسيحتضن أكثر من 200 عالم ومهندس وفني يتبعون لشركة "سابك"، ويعملون في مجالات البحوث والتطوير، بتعاون وثيق مع الزبائن والأكاديميين والباحثين الصناعيين، ضمن منظومة عالمية من مراكز التقنية والابتكار في سابك.

وبين أن عمليات سابك تتوزع بين 50% في الداخل و50% بالخارج، ويعمل بها 37 ألف موظف، لافتاً إلى أن الأبحاث بدأت في سابك منذ 20 عاماً، وقال: "ما زلنا نستفيد من الغاز في المملكة حتى الآن ويتم استخدامه الاستخدام الأمثل، وسيكون الاعتماد عليه بعد سنوات ضئيلاً، ويجب البحث عن طرق خلاقة عن طريق مجال الأبحاث والاستعانة على تحويل الغازات وتحويل الفحم الحجري إلى منتجات بتروكمياوية ونحوها.

يشار إلى أنه في المستقبل القريب سيتم تعزيز الدور الذي يؤديه مركز سابك لتطوير التطبيقات البلاستيكية عبر "موطن الابتكار" والذي يجري إنشاؤه حاليا وسيعنى بتوفير أرضية للتواصل ما بين الزبائن ورجال الأعمال والمقاييس العالمية، لتمكينهم من تطوير فرص واعدة جديدة في مجالات تشمل مواد البناء وغيرها من المواد الاستهلاكية.

من جهته، أوضح أمير الرياض في حديثه للصحفيين أمس في مقر جامعة الملك سعود، أن سابك لها باع طويل ليس بالمملكة فقط، بل في أنحاء العالم، ويعكس هذا التعاون الذي تم في المركز، طريقة فريق العمل الواحد الذي يجتمع فيه القطاعان الخاص والعام، متمثلاً في جامعة الملك سعود ووزارة البترول والثروة المعدنية وشركة سابك وبعض القطاع الخاص، معبراً عن اعتزازه بهذا المركز الذي يعكس الطاقة الذي تحتضنها هذه البلاد من الشباب الذي يديره من خلال البحوث والتطبيقات العملية.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة سابك الأمير سعود بن الله بن ثنيان آل سعود في كلمته، إن المركز الجديد الذي أنشأته سابك بمبادرة من وزارة البترول والثروة المعدنية وبمساندة جامعة الملك سعود هو ثمرة للدعم المتواصل الذي تتلقاه الشركة من حكومة خادم الحرمين الشريفين، مما جعل المملكة إحدى الدول الرائدة في مجال بحوث البتروكيمياويات، مضيفاً أن المركز أقيم للتركيز على مطالب الزبائن وتحقيقها وإيجاد الحلول التقنية لها، إذ يعد من أحدث مراكز سابك البحثية عقب افتتاح مركزيها التقنيين في كل من الهند والصين.

من جهته، أكد المستشار بوزارة البترول والثروة المعدنية الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز، على أهمية الدور الريادي لهذا المركز وما يقدمه للمملكة من ناحية تطوير الصناعات التحويلية الوطنية، والذي من خلاله يدعم اقتصاد المملكة من خلال ما يقدمه من تطوير للصناعات "الهيدروكربونية"، ويعزز من تنوعه.