المسؤول الناجح هو الذي يقف مع جنوده ليحققوا معا أهدافهم..
المسؤول الناجح هو الذي يكون أبا لجنوده قبل أن يكون قائدا لهم..
تردد الأمير محمد بن نايف ثلاث مرات على جنوب الوطن؛ ليقف بجانب أسر جنود الوطن، الذين استشهدوا دفاعا عن الوطن، وحفظا لحدوده، حفظ الله أبناء الوطن من كل مكروه.
من الذي لا يعرف وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف، ليس بمنصبه ولا بلقبه، بل بإنسانيته وإدارته لأهم وزارات البلد، بذكاء وقوة وإنسانية...؟ لا أظن أن أحدا يجهل من هو محمد بن نايف، حتى من لم يقابله، والمجالس أكبر شاهد على "سمعة" محمد بن نايف.
كلمات الأمير محمد بن نايف، عند ذوي شهيد الواجب الغامدي كانت "الاختصار" لعلاقة "الوطن بالمواطن"، قال الأمير عن أبناء الشهيد: "هؤلاء عيال عبدالله بن عبدالعزيز"، ورد على من يشكره، كما ظهر في فيديو، بأنه لا يقدم عطفا، بل واجبا لا يستحق الشكر.
محمد بن نايف، جندي من جنود الوطن، وقد كاد يكون شهيدا للواجب، ألا تذكرون محاولة اغتياله في رمضان عام 1430.. حين تنازل عن كل الاحتياطات الأمنية وكل "البروتكولات" الرسمية التي عاتبه عليها الملك؛ فقط ليكسب توبة مذنب بحق الوطن، الآن تذكرت زيارة الملك للأمير بعد محاولة الاغتيال مباشرة، وتلك الكلمات الأبوية الحانية التي قالها له، ووجدت رابطا وثيقا بينها وبين كلمات الأمير محمد لأبناء شهيد الواجب، ووجدت تشابها في الأفعال.
عرفت الأمير كما عرفه الكثير منكم دون مقابلته، حين استمعت إلى مكالمته مع المنتحر الذي حاول اغتياله، وعرضتها وسائل الإعلام آنذاك، وتذكرت أن فيها أصدق تعريف بالأمير، وأوضح صوره له على الإطلاق، وما زالت الصورة تتجلى بأفضل تفاصيلها بأفعاله.
حين تستمع لتلك المكالمة ستجد الكثير من صفات النبل، ستجد سعة الصدر، حفاوة الاستقبال، والفرح بالتوبة، والحرص على المنتحر والاهتمام بوالديه، والحرص على سلامة زوجة وصغار مجرم آخر هربت من البلاد لتلحق بزوجها.
(بين قوسين)
قلت ما قلت أعلاه ليس مدحا في أمير.. بل حقا في مسؤول.