أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه "متشائم" بشأن الوضع بسورية، ولديه شكوك قوية في نجاح مؤتمر مقترح للسلام من المقرر عقده في جنيف الشهر المقبل. وقال لمندوبين في مؤتمر السياسة العالمي المنعقد في موناكو، منذ السبت: "في سورية فإنني للأسف متشائم تماما".
وكانت فرنسا من أوائل الدول الغربية التي قدمت مساعدات عسكرية غير قتالية للجيش السوري، رغم أنها كانت أيضا أول دولة غربية تعترف بالائتلاف الوطني السوري بوصفه الممثل الوحيد للشعب السوري. وأضاف فابيوس: "نعمل على نجاح (محادثات جنيف) ولكن لدينا قدر كبير من الشك في ذلك. إذا لم ينجح مع الأسف فإن هذا سيعني أن هذا البلد الذي يعاني سيستمر في المعاناة بالإضافة إلى جيرانه."
وأحبط فابيوس التوقعات بشأن محادثات جنيف واعترف لأول مرة بأن المعارضة السورية المعتدلة تواجه صعوبة. وأوضح: "بشار الأسد يقول إنه سيرسل ممثلين لجنيف. وعلى الرغم من أن للأسد أخطاء كثيرة فإنه ليس أبله. فلا نستطيع أن نرى سببا يجعله يسلم كل سلطاته. وبالنسبة للمعارضة التي ندعمها فهي تواجه صعوبة كبيرة".
وبدوره، أكد رئيس مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل في موناكو أيضا، أن النزاع والمجازر في سورية "ستستمر" بسبب نقص الدعم الغربي لمسلحي المعارضة، منتقدا خصوصا موقف واشنطن ولندن حيال مقاتلي الجيش الحر.
وأضاف أن "النزاع سيستمر والمجازر ستستمر. نظام الأسد يتسلم أسلحة ودبابات وصواريخ. الطرف الآخر يتوسلون بلا جدوى من أجل الحصول على أسلحة دفاعية".
وتابع الأمير تركي: "منذ بداية النزاع، منذ أن ظهر الجيش الحر كرد على هجمات نظام الأسد على شعبه، لم يلب البريطانيون والأميركيون النداء ولم يقدموا المساعدة الضرورية للجيش السوري الحر ليدافع عن نفسه". وأكد أن "الجيش الحر ليس في الموقع الذي كان يجب أن يكون فيه اليوم بسبب نقص الدعم الدولي. إذا لم تتحقق إعادة لتوازن القوى على الأرض، فلن تكون هناك بعد الآن فرص لوقف لإطلاق النار".
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا أعلنتا الخميس تعليق مساعداتهما غير الفتاكة للمسلحين بعدما استولى مقاتلون إسلاميون على نقطة عبور كان يسيطر عليها الجيش الحر، على الحدود التركية مع مستودع للأسلحة. وتابع الأمير تركي أن "الجيش السوري لم تهضمه مجموعات معارضة أخرى. والجيش الحر حي وموجود في دمشق وحلب وحماة وحمص ودير الزور. لكنني أصف سورية الآن بجرح مفتوح يجذب أسوأ أنواع البكتريات".
وحول الوضع لجديد بعد توقيع اتفاق جنيف بين طهران وواشنطن، عبر الفيصل عن أمله في أن تكون إيران "جدية"، لكنه طالب بإجراءات ثقة. وأوضح "إيران تأتي إلينا بابتسامة عريضة. نأمل أن يكونوا جديين أولاً وقبل كل شيء أن تسحب إيران مقاتليها من سورية وأن تطلب من مقاتلي حزب الله والوحدات الشيعية العراقية الانسحاب" من هذا البلد.
من جهة أخرى، قال قادة مقاتلي المعارضة إنهم سيبذلون قصارى جهدهم لحماية الصحفيين ولكن اشتكوا من أن الاقتتال الداخلي يعيق جهودهم، وذلك بعد شكوى مؤسسات إخبارية دولية من أن عمليات الخطف تمنع التغطية الإعلامية الكاملة للحرب الأهلية.
وفي خطاب في مطلع الأسبوع، قال المجلـس العسـكري الأعـلى الذي ينتمي إليه الجيــش الحـر إنه سيسعى لتحرير جميع الصحفيين المختطفين. وتقدر مؤسسات إخبارية بأن ما لا يقل عن 30 صحفيا محتجزون بسورية.