"عشرون ألف" مواطن سعودي يموتون سنويا بسبب "السمنة"، نتيجة صادمة خلصت لها فعاليات المؤتمر والمعرض الطبي العالمي حول تأثير أنماط الحياة الحديثة على الصحة الذي عقد أوائل الشهر الماضي، المؤتمر الذي جاءت أرقامه الأخرى مأساوية ومروعة جاء فيه أيضا أن نسبة الإصابة بالسكري بين البالغين في السعودية بلغت 25% لتعد النسبة الأعلى عالميا! بل وأكثر من ذلك فإن السمنة تعد سببا رئيسا لـ47 مرضا مختلفا! تتصدر هذه الأرقام عناوين وسائل الإعلام المحلي بكثافة فيما تظل حملات وزارة الصحة لمكافحة السمنة عاجزة حتى للتأثير على موظفيها!
"اثنان وعشرون" ألف مواطن سعودي يلقون حتفهم جراء "التدخين" وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية، رقم كارثي آخر لن يشكل أي صدمة من أي نوع لمن قرأ إحصائية أخرى تفيد بأن المملكة تحتل المرتبة الرابعة عالميا في ترتيب أكبر الدول استيرادا للسجائر، فيما لن يحتاج مثلي لمثل هذه الإحصاءات وأنا الخارج للتو من مدرج كرة قدم تستطيع بسهولة فيه تميز عدد من لا يمارسون تلك العادة!
"7000" حالة وفاة في السعودية نتيجة للحوادث المرورية كل عام، إحصائية جعلتنا في صدارة دول العالم بفارق مريح عن باقي المنافسين، نتيجة تكفي لاستنفار كل الجهات ذات العلاقة وغير ذات العلاقة، فيما يظل هذا الرقم هنا مجرد أربع خانات، نراه بالضبط بذات الرؤية التي نرى بها أسعار السيارات وإيجارات المساكن!
150 ألف مدمن للمخدرات في السعودية بحسب الندوة الإقليمية الثانية لمكافحة المخدرات، التي عقدت في الرياض، عدد مفزع آخر تصل فاتورة علاجه لحوالي 3,6 مليارات ريال! 70% من الرقم السابق هم من الفئة العمرية ما بين 12 إلى 20 سنة، فيما يستقبل مجمع الأمل في الرياض وبشكل يومي 300 مدمن يتزاحمون على العلاج فيه، بينما لا يتذكر أبناء جيلي سوى عبارة "لا للمخدرات" التي شكلت لوحدها سدا منيعا ضد انتشارها في فترة سابقة!
أرقام الموت في السعودية مفزعة، أما الأكثر فزعا هو أننا نتعامل معها كأرقام في حصة للرياضيات ليس إلا!