ينتظر أن توافق إحدى الجهات الخيرية بمحافظة عنيزة على العرض الذي قدمه أحد المهتمين بالمتاحف والبيوت الأثرية، لاستثمار قصر الجنيني الطيني الشهير بالمحافظة، والذي بدأت عوامل التعرية تضرب جوانبه.
فهد الصالحي المهتم بالمتاحف يقول في حديث مع "الوطن"، إنه تقدَّم بعرضه البالغ 500 ألف ريال قيمة إيجار لقصر "الجنيني" لـ20 عاماً، والذي تعود ملكيته لاحدى الجمعيات الخيرية بالمحافظة، مبيناً بأنه يسعى لتحويله إلى مكان شعبي واستثماره بعد إعادة تأهيله وترميمه، مضيفاً أن القصر " الطيني "مازال قائماً ويُصارع الظروف المُناخية التي أنهكته عاماً بعد عام، وأسقطت أجزاءه شيئاً فشيئاً، حيثُ بات طلبه رهن رد الجمعية الخيرية بالموافقة من استثماره أو الرفض.
مصدر بالجمعية الخيرية بمحافظة عنيزة قال لـ"الوطن"، "إن المستثمر قدَّم عطاءً أقل بكثير مما هو مأمول لاستثماره؛ لاستراتيجية الموقع، ومساحته الكبيرة"، مبيناً بأن العرض غير مُجزٍ ولم يُلتف إليه من الأساس، إضافةً إلى أن الأرض ستُخترق من الوسط، ويُقتطع منها الجزء الأهم، ويبقى الجزء الأكبر بدون فائدة؛ ولو وَرَد عطاءٌ أفضل سنوافق عليه.
وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار بالقصيم، قد استحدثت معايير وضوابط جديدة للتأكد من صلاحية البيوت الأثرية للاستفادة منها كمزارات أو للاستثمار السياحي، مؤكدة استعدادها للتواصل مع أي مواطن يرغب بتأهيل واستثمار أي مبنى تراثي وتقديم التسهيلات اللازمة له من خلال مكتبها بالمنطقة.
وكشف المدير التنفيذي لجهاز السياحة بالقصيم الدكتور جاسر الحربش في تصريح إلى "الوطن"، عن وجود لجنة خاصة من البلدية ومديرية الدفاع المدني تحدد مدى صلاحية البيوت الطينية لتحويلها إلى مزارات أو للاستثمار، ليأتي بعدها دور الهيئة بشأن استثمار المبنى ومساعدة المالك على ترميمه وتفعيله.
وأضاف أنه يمكن الاستفادة من المبنى الطيني بما يناسب أن يكون مزاراً أو متحفاً في حال كان المبنى يتميز بطابعٍ عمراني فريد، وبحالة جيدة وآمنة وله تاريخ وأهمية معينة، ويرغب صاحبه الحفاظ عليه واستثماره كموقع سياحي يحتضن فعاليات أو أنشطة سياحية، مشيراً إلى أنه يحق لأي مواطن تحويل منزله التراثي القديم إلى متحف.