تستعيد المدينة المنورة اليوم سيرة أديبها ومؤرخها الراحل إبراهيم بن علي العياشي أحد أشهر أصحاب المكتبات الخاصة التي تحفظ مئات المخطوطات النادرة عن المدينة، وذلك من خلال ندوة عنه ينظمها مركز بحوث ودراسات المدينة في إطار سلسلة "أعلام المدينة"، التي تندرج ضمن برامج المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 2013. مدير مركز دراسات وبحوث المدينة وأمين مناسبة المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية الدكتور صلاح سلامة، أوضح أن هذه الندوة هي العاشرة في سلسلة أعلام المدينة التي تقدمها أمانة المناسبة بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، ويشارك فيها رئيس نادي المدينة المنورة الأدبي الدكتورعبدالله عبدالرحيم عسيلان وعضو هيئة التدريس بجامعة طيبة المحدث بالحرم النبوي الدكتور عمر حسن فلاتة والدكتور محمد صالح عسيلان وابن المؤرخ الدكتور عبدالله العياشي.

يذكر أن العياشي المتوفى عام 1400هـ ولد في المدينة المنورة، وتعلم في مدارسها ثم أكمل تعليمه في حلقات المسجد النبوي الشريف، واهتم بتثقيف نفسه في شتى مجالات العلم خاصة تاريخ المدينة المنورة. فعمل على تحقيق مواقع الأماكن التاريخية في المدينة المنورة وحولها، وخاض رحلات إليها سيراً على الأقدام أو على الدواب. رسم خريطة جيدة للمدينة المنورة أثبت فيها تلك الأماكن. عمل في كثير من الوظائف الحكومية، منها: كاتب بالزراعة عام 1349 هـ، ومحاسب شرطة المدينة، ثم عين مديراً لمدرسة ينبع البحر 1369هـ، ونقل مديراً للمدرسة الفيصلية بالمدينة المنورة، وخبير آثار بإدارة تعليم المدينة، وتقاعد عام 1389 هـ، ثم مددت خدماته إلى 1392هـ. ويعد العياشي واحداً من أبرز مؤرخي المدينة المنورة في القرن المنصرم وأثارت آراؤه حول عدد من المواقع التاريخية جدلاً كبيراً بين المؤرخين ما زال مستمراً في الساحة البحثية، كما قدم العياشي للمكتبة أحد أهم المراجع التاريخية "المدينة بين الماضي والحاضر"، والذي انتهى فريق علمي أخيراً من تحقيقه بناء على بعض تصويبات العياشي، وأضاف الفريق شروحات وتعليقات على بعض المواقع التاريخية التي وردت في الكتاب الذي ينتظر صدروه خلال أشهر. ومن أهم مؤلفات العياشي "المدينة بين الماضي والحاضر" المكتبة العلمية بالمدينة عام 1972م، "في رحاب الجهاد المقدس وغزوة بدر الكبرى" نادي المدينة المنورة الأدبي عام 1401هـ. و"مبضع الجراح" ـ نادي المدينة المنورة الأدبي.