دفعت الأجواء الغائمة والممطرة التي تعيشها مكة المكرمة هذه الأيام الأسر والشباب المكي للتنزه في البراري، فيما تزامن ذلك مع انتعاش ملحوظ لأسواق الحطب، التي سجلت زيادة في الطلب مع تفضيل المتنزهين استخدام الحطب لأغراض الطهو والتدفئة.

وقال متعاملان في سوق الحطب إن الحركة الشرائية كبيرة خلال هذه الفترة، مبينين أن الطلب يفوق العرض، وأن سعر الجملة لحزم الحطب تتخطى 1400 ريال، بينما تتراوح أسعار حزم الحطب الصغيرة بين 20-50 ريالا، بحسب النوع والجودة. ويستشهد بائع الحطب العم محمد بأن هناك مثلا قديما يشيع ترديده في مثل هذه الأيام وهو "النار فاكهة الشتاء"، ويضيف أن "الكثير من سكان مكة المكرمة يقبلون هذه الأيام على شراء الحطب، وبخاصة نوع "السمر" المناسب لأغراض طهو الأطباق التقليدية كالمندي والحنيذ والسليق.

أما عن سبب ارتفاع الأسعار، فيرجعه إلى أن موسم الإقبال على الحطب يكون في بداية أيام البرد، حيث يكون الطلب على الحطب كبيراً، الأمر الذي يتسبب في ارتفاع أسعاره، موضحا أن مشقة جلب الحطب تدخل ضمن زيادة التكلفة، مؤكدا في الوقت ذاته، أن موسم البرد الذي حل بمكة المكرمة أسهم في تنشيط وزيادة حجم المبيعات في سوق الحطب. أما بائع الحطب العم عبدالله، فينتظر مواسم البرد والأمطار لأنها تشكل مواسم مربحة بالنسبة له، قائلا: "حيث تكون الحركة الشرائية كبيرة جدا أوقات البرد والمطر، فهناك العديد من الأنواع التي يبحث عنها الراغبون في التدفئة وعمل الطبخات والشاي في النزهات البرية، والتي من أشهرها الأرطي والغضا والسلم، فيما يعد نوع السمر أكثر الأنواع التي يشتد الطلب عليها من قبل المواطنين".

وحول صعوبة الاحتطاب وأماكنه، يقول العم عبدالله: "نقوم بجلب الحطب من مناطق تبعد مئات الكيلومترات عن مكة المكرمة من الأودية والقرى المحيطة بها"، موضحا أن حمولة سيارة "الوانيت" من الحطب كانت تباع في السابق بمبلغ 900 ريال، بينما تباع هذه الأيام بأكثر من 1400 ريال.

أما عن توقعات وضع أسعار الحطب، فيضعه ضمن معادلة أن "الأمر قابل للزيادة بحسب العرض والطلب".