دعا جغرافيون إلى العناية بالمصطلحات العلمية وتوحيد استعمالها في دول مجلس التعاون الخليجي لتكون منطلقاً للوصول للغة جغرافية عربية، خاصة أن اللغة العربية لغة بيئية يكتب بها العربي عما يشاهده في دقة لا نظير لها في اللغات الأخرى. وأكد رئيس الجمعية الجغرافية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي الدكتور عبيد بن سرور العتيبي، في أولى جلسات ملتقى الجمعية الجغرافية الذي يعقد في المدينة المنورة حالياً في دورته الرابعة تحت شعار (الجغرافيا ودول مجلس التعاون: آفاق واهتمامات)، والتي تنظمها دارة الملك عبدالعزيز بمناسبة المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 1434هـ/ 2013م، أن تقارب لهجات دول مجلس التعاون قوى عناصر التواصل فيما بينها جغرافياً ومكنها من تحقيق نجاحات في مجال دراسة طبيعة الأرض والاستفادة من ثرواتها وموقعها الجغرافي في جميع المجال وعلى رأسها التخطيط السياسي والعسكري، وذلك لما تمثله هذه الدول من ثروات اصطلاحية ولفظية عادت بالنفع على المخططات والدراسات الجغرافية. مشددا على أن توثيق المصطلحات الجغرافية المستخدمة في دول الخليج العربية والوصول إلى لغة جغرافية واحدة حافز لتحقيق نجاحات مماثلة في مجالات المعرفة المختلفة. مبيناً أن اللغة المستخدمة في التعليم والبحث العلمي تعد من الأسس التي عن طريقها يتحقق الفهم المشترك في كافة مجالات المعرفة، وجاءت ورقة مدير مركز الدراسات والبحوث الكويتية الدكتور عبدالله بن يوسف الغنيم: "نحو لغة جغرافية خليجية موحدة"، موافقة لما طرحه العتيبي، التي شدد فيها على أهمية اللغة كركيزة من ركائز الوحدة بين الشعوب. فيما بين الدكتور عبدالله بن صالح الرقيبة، من دارة الملك عبدالعزيز في ورقته "موسوعة الحج والحرمين الشريفين بعد 5 سنوات من العمل"، أن المشروع يهدف لرصد تاريخ الحج وتوثيقه منذ فترة ما قبل الإسلام إلى وقتنا الحاضر في مصدر موسوعي موحد، وجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات والبيانات والوثائق عن الحجاج في الدول الإسلامي.
بالإضافة إلى تكوين قاعدة معلومات خاصة بالحج تكون مصدراً مهماً لأي غرض علمي وبحثي يتعلق بالحج. وذكر الدكتور فهد بن عبدالعزيز الدامغ، والدكتور محمد بن دخيل الدخيل، في ورقة "الأطلس التاريخي للسيرة النبوية: عرض لما تم إنجازه"، أن الأطلس التاريخي للسيرة النبوية هو أحد المشروعات العلمية التي تنفذها دارة الملك عبدالعزيز حالياً، ويتضمن جوانب السيرة النبوية المختلفة التاريخية والحضارية، معتمدا التوثيق الميداني الدقيق للمواقع والمعالم والأحداث المرتبطة بالسيرة النبوية.
وقسم الدخيل الأطلس في إطاره الموضوعي إلى 3 أقسام رئيسة؛ قسم يتناول العهد المكي، والقسم الثاني: يتناول العهد المدني، أما القسم الثالث فيتناول الجوانب الحضارية، الاجتماعية والاقتصادية، والإدارية والعلمية والعمرانية.