نسمع كثيرا عن دراسة قرار ما حول قضية أو موضوع ما، وهذا أمر تتم العودة إليه في معظم القرارات التي تتخذها الهيئات واللجان والإدارات الكروية حول العالم، ولكن بنسب وآليات وطرق مختلفة.

من حيث المبدأ لا يمكن أن تمنح من ليس لديه القدرة والتجربة والخبرة موضوعا هاما لدراسته لأن ذلك سيعطيك في النهاية دراسة هزيلة لا تتناسب مع تطلعات أصحاب القرار.

في كرة القدم السعودية ومن خلال معايشة طويلة هناك كثير من القرارات التي درست، لكنها للأسف لم تكن قرارات ناجحة أو عملية أو يعتد بها، وهي في النهاية تفشل بشكل يسيء حتى لمن اتخذ القرار وصادق عليه، ويتناقض مع ما ذكر في وسائل الإعلام من أن الموضوع تم دراسته بعناية وعمق!!

لا يمكن أن تعطي دكتورا في الزراعة موضوعا يخص المستشفيات لدراسته، أو تعطي خبيرا ماليا موضوعا في التشييد والبناء لدراسته، أو تعطي خبيرا في الأغذية موضوعا عن كرة القدم لدراسته!

دراسة القرار تحتاج أولا لاختيار العناصر الصحيحة المختصة في هذا الموضوع، وفي كرة القدم مثلا فإن من عمل في الأندية أو الاتحاد أو كان لاعبا أو حكما أو إداريا فإنه مؤهل من حيث المبدأ أن يكون عضوا في مثل هذه الدراسات.

الأمر الآخر الذي يجب التركيز عليه هو الوقت والتعويض المالي، فلا يمكن دراسة موضوع بعمق وتغطية لكافة أبعاده في مدة وجيزة أو على عجل، كما إنه لا يليق أن نطرح مواضيع مفصلية هامة للدراسة على أشخاص لديهم التزامات أخرى دون منحهم مكافآت مجزية تليق بمستوياتهم وخبراتهم وتجاربهم ومساهمتهم في الدراسة.

الرغبة محور مهم في اختيار أعضاء دراسة أي موضوع، فمن ليس لديه الرغبة، وإنما يتم إجباره على ذلك بحكم المنصب أو ما شابه ذلك، فإن نتائج الدراسة ستكون نهايتها الفشل أو الضعف.

التفرغ محور آخر مهم لعمل الدراسات، فلا يمكن لشخص مرتبط بعمل أو مسؤوليات كثيرة أن تطالبه بالقيام بدراسة موضوع ما أو قضية وهو ذهنيا مرتبط بأعمال أخرى كثيرة تحد من تركيزه وتعمقه في الموضوع المطروح للدراسة.

في الرياضة السعودية عموما يتم إرسال بعض المواضيع المطروحة للنقاش إلى الأندية للاستئناس بآرائها، وهذا في تصوري أحد أسباب ضعف بعض القرارات لأنها اتخذت بناء على مرئيات الأندية، والمرئيات ليست دراسة، وغالبا في الأندية يتم الرد على مثل هذه الطلبات بشكل مستعجل ولمجرد الرد.

إن قرار زيادة عدد الأندية في المسابقات المحلية أو إضافة بطولة جديدة أو تصنيف عمري جديد أو إلغاء بطولة قائمة أو تعديل على عدد اللاعبين الأجانب أو إضافة مواليد المملكة أو بناء إستادات جديدة أو إعداد لوائح وما إلى ذلك هي قرارات جوهرية تحتاج دراسة عميقة من أهل الخبرة والاختصاص، وليس إلى مرئيات من إداري متواضع التعليم والتجربة والخبرة، ولا يمنع أن تتم الاستعانة ببعض الخبرات الأجنبية لكونها قرارات استراتيجية، وهناك أمثلة كثيرة في رياضتنا وكرة القدم تحديدا، لكن الالتزام بالمبادئ المذكورة في هذا المقال قد ينتج دراسات أكثر عمقا وتركيزا وفائدة ونضجا.