طالب المحلل السياسي العربي عبدالوهاب بدرخان، دول الخليج، أن تأخذ في حسبانها علاقاتها ببعضها، كما تنظر لعلاقاتها مع الجارة الإيرانية، في إشارة إلى الموقف العماني، الذي استبق انعقاد قمة الكويت، وأعلن وزير خارجيتها عدم رضا بلاده عن تحول دول الخليج من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد.

وقال بدرخان لـ"الوطن" ـ على هامش قمة الكويت التي اختتمت أمس ـ إن الأجواء التي سبقت عقد القمة، من تصريحات وزير الدولة العماني، رفعت سخونة الأجواء نوعا ما، وهو ما لم تعتد عليه دول المجلس، التي لم يُعهد عليها حل خلافتها ـ إن وجدت ـ في العلن.

وقال "دون شك، تصريحات وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية حول هذا الأمر، أبرزت خلافا إلى العلن على عكس ما تعودت عليه دول الخليج، من حيث معالجة الخلافات بين الأشقاء في الداخل.

البعض قال لا بد من معالجة الوضع الذي نشأ وبكل هدوء. فواقع الخليج وطبيعة العلاقات كفيلة بأن تعالج أي سخونة، في النهاية لا خلافات جذرية عميقة تعيشها دول المجلس بين بعضها البعض. إنما خلافات في تقييم المرحلة يقضي تحديد ما هو مطلوب، بعد اصطفاف الدول الكبرى مع إيران حول البرنامج النووي".

ولم يفت المحلل السياسي عبدالوهاب بدر خان، القول إن دول الخليج ليست ضــد الاتفاق الإيراني الغربي حول الملف النووي.

وقال: "أصبح مفهوما أن دول الخليج ليست ضد الاتفاق النووي، إنما ضد ما يمكن أن يفسر من إجراءات على مستوى الإقليم، تكافئ إيران على تسلحها وعلى سياساتها. دون أن يكون هناك موجب لذلك، ودون أي تشاور مع دول المنطقة.

وأضاف أن هذه المخاوف هي مخاوف مشروعة، ومن هذا المنطلق على دول الخليج، خاصة عمان، أن تأخذ ذلك في الاعتبار، كمثل ما تأخذ علاقاتها مع إيران بالاعتبار أيضا.

هناك مخاوف أمنية ممتدة على مدى عقود ما بين دول الخليج، تقتضي أن يكون هناك صفحة جديدة في المنطقة، دون أي مس بأمن وأمان الشعوب الخليجية".

ولم يُمانع بدرخان أن يكون لكل دولة خليجية شأنها الخاص، لكن ذلك لا يجب أن يكون على حساب بقية دول المجلس، أو حسبما قال "لكل دولة شأنها الخاص".

مضيفا "أصبح مفهوما الموقف العماني. لا بد أن تتخذ دول الخليج موقفا من الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، دون إفساد العلاقات التي بنيت على مدى عقود من الزمن".