طالب الدكتور فهد العرابي رئيس مركز "أسبار" للدراسات الاستراتيجية، دول مجلس التعاون الخليجي، بتوحيد المواقف، والتفكير بجدية بالانتقال من مرحلة التعاون لمرحلة الاتحاد، لما يمكن لذلك التحول أن يضفي على دول المجلس أكثر قوة وثباتا في المواقف والرؤى الموحدة.
وقال العرابي لـ"الوطن" أمس بالكويت، إن الوضع الراهن الذي تعيشه المنطقة، يستدعي تكاتفا أكثر من النواحي السياسية والعسكرية، والتوجهات الكفيلة بأن تعمل على ترابط دول المجلس الست أكثر مما كانت عليه في السابق، نظراً للظروف التي تعيشها المنطقة، بعد الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العظمى الغربية.
وأشار العرابي إلى ضرورة أن تقف دول الخليج موقفا حازما مع المشروع الذي قدمته المملكة حول الانتقال من مرحلة التعاون إلى الاتحاد. هذا وضعٌ تكاملي، يقتضي التوجه للعالم بخطاب سياسي واحد. هذا يعطي هيبة وقوة أكبر لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة في هذه الظروف، وأعطى العرابي الحق لكل دولة أن تعبر عن موقفها ووجهة نظرها. لكنه استدرك وقال: "إذا لم يوجد حل لملف الاتحاد وخصوصاً الموقف العماني، هذا سيسبب شرخا كبيرا في الجسم الخليجي".
وعن إيران قال العرابي "هناك قلق من إيران أكبر من السابق، لأن إيران ستعود أكثر قوة مما كانت عليه. السلاح النووي الإيراني يعدّ "تحفة"، إيران اليوم مع التفوق النسبي الموجود لها في سورية. ستكون لها ذريعة أكثر للتدخلات في دول الخليج، فالمرحلة اليوم التي يعيشها الملف السوري ليست مرحلة خطابات.
الموضوع اليوم أعمق بكثير من مما نتصور. عدا المأساة التي يتكبدها الشعب السوري من القتل والتشريد واستخدام كافة أنواع الأسلحة. هناك تهديد لمستقبل المنطقة بالكامل. إذا لم يتحقق الانتصار للمعارضة السورية سيكون هناك مزيد من القوة تعيشها القوى المؤيدة للمحور الإيراني السوري. الموضوع السوري أصبح أبعد من سورية. هناك تطاحن وحرب يخوضها من هم غير سوريين.