أكثر من عام، والجميع في حالة استنفار استعداداً لكرنفال "التعليم العالي"، الذي يحتضنه منتصف الشهر الخامس من العام، والمتمثل في مناسبة "المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي"، حيث توجد 400 مؤسسة تعليمية مرموقة، اختيرت بعناية ودقة متناهيتين، لتفتح آفاقاً رحبة لطلبتنا وأساتذتهم من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية من زوار هذا المعرض، الذي يتطور عاماً بعد عام.
وعلى مدى أربعة أيام متواصلة، حافلة بالندوات العلمية، وورش العمل في مختلف الاختصاصات، عمل المعرض على تهيئة بيئة معرفية فريدة من نوعها، يتجول خلالها الطالب والأستاذ بين قارات العالم، متعرفاً على أهم مؤسسات التعليم العالي فيها، يكون خلالها الطالب والأستاذ محوري المعرض الذي لا يقل عدد زواره سنوياً عن ربع مليون زائر.
هذا العام رأت اللجنة المنظمة، التركيز بشكل أكبر وأعمق على الجامعات والكليات الرائدة على مستوى العالم، واختير السواد الأعظم منها من قائمة أفضل 500 جامعة حول العالم، ليتواءم ذلك مع محور المؤتمر هذا العام، والذي يركز بشكل رئيس على الابتكار في التعليم العالي، وليكون المعرض بما يتضمنه من جهات عارضة حافزاً لمزيد من الابتكار في عمليتي التعلم والتدريس في قطاع التعليم العالي، بمختلف عناصرهما.
وحتى تكتمل الصورة، وتعم الفائدة بشكل أكبر، كان لا بد من التفكير في استثمار هذه الفرصة، وتلاقح الأفكار والتجارب، والاستفادة من الخبرات العالمية، والذي تجسد في عقود الخدمات التي توقعها الجامعات المحلية مع مثيلاتها العالمية، فيثمر ذلك عن أساليب، ومناهج، وأبحاث علمية تعزز الدور الأكاديمي والبحثي في تلك الجامعات، وتنعكس فائدته على أكبر عدد ممكن من منسوبيها.
تجربة المعرض انطلقت للمرة الأولى قبل خمسة أعوام، وحققت نجاحاً ملحوظاً يتزايد عاماً بعد عام، ويضعنا أمام مسؤولية كبيرة، لاستمرار هذا النجاح، وتطويره نحو الأفضل، ولهذا يجري العمل على إنهاء الخطة الخمسية المقبلة، بأفكار وأطروحات متجددة، لضمان فائدة أعم، وجودة أكمل.