فشل المثقفون حين لم يستوعبوا ثقافة الانتخاب، فشل المثقفون في الانتخابات فكانوا أضحوكة في "الديموقراطية"، حتى وصلوا إلى التشابك بالأيدي والألسن وقبلها دخلوا المحاكم..!

وبغض النظر، سواءً كان السبب من المثقفين أو من وزارتهم، ففي الحالتين تجربة الديموقراطية الثقافية فشلت، فعادت الأندية الأدبية إلى إشراك "التعيين" في اختيار مجالس إداراتها، بأمر وزارة الثقافة كما صرح نائب وزير الثقافة والإعلام عبدالله الجاسر، الذي انتقد أيضاً طريقة التسويق للمنتج الثقافي في الأندية الأدبية.

كانت هذه نتيجة ديموقراطية المثقفين، الذين خسروا نصف الديموقراطية بقرار "التعيين"..!

قبل عامين قلت: طوال سنوات بقيت "كراسي" الأندية الأدبية خالية إلا من القلة، وكان "موال" اتهام المجتمع بعدم الاهتمام بالثقافة والمعرفة يتناغم مع "موال" آخر يدعي أن الأندية الأدبية تعمل على إبراز الثقافة وتثقيف المجتمع لكنها لا تجد التقدير، لكن الواقع الحالي كشف أن المؤسسات الثقافية رغم أنها تمتلك المال والثقافة، لا تجيد التسويق لنفسها وأنشطتها ولا تجيد إدارة الثقافة..!

هل يحق للمجتمع أن يتهم النخب بالفشل في التسويق والعجز عن استخدام الديموقراطية حتى على مستوى المثقفين؛ بعدما ظهرت نتيجة رسوبهم في الديموقراطية؟

وماذا سيقول "المجتمع" وهو يرى المنتسبين والمنتسبات إلى المؤسسات الثقافية لا يحضرون "الجمعيات العمومية" لمؤسساتهم، وإذا حضر بعضهم تعاركوا مع البقية؟

وماذا سيقول وهو يرى النخب ـ نخب باعتبار انتسابها للأندية ـ تهدم التجربة الديموقراطية للأندية الأدبية بتعاركها غير "الأدبي" في قاعات "أدبية"؟

لن يقول المجتمع شيئا، إلا إنهم "فاشلون"، دون أن ينظر إلى الأسباب التي أوصلتهم إلى هذا المستنقع؛ فلا تهمه إلا المحصلة النهائية.

سؤال ليس بذات أهمية: هل فشلت "الديموقراطية" في إدارة المؤسسات الثقافية؟ أم أن مثقفينا فشلوا في إدارة الديموقراطية؟

(بين قوسين)

إذا كان ليس كل من انتسب إلى الأندية "اليوم" مثقفاً خلافاً للماضي أيام التعيين، وليس كل إدارات الأندية الأدبية "اليوم" مثقفة؛ فمن سمح لهؤلاء باقتحام الأندية الأدبية غير المثقفين ووزارة الثقافة؟!