عندما بدأت عايدة الجهني التفكير في ممارسة تجارة مستلزمات التجميل النسائية، لم يتسن لها فتح محل، لأسباب عدة أهمها غلاء الإيجارات، ونظرا لأنها ـ كما تقول ـ تهوى بيع أدوات المكياج، طرحت عليها إحدى صديقاتها فكرة فتح حساب في "إنستجرام" لعرض بضاعتها وبيعها.

عندما يريد المرء عرض سلعة يتم ذلك عادة في عدد من المتاجر الإلكترونية، أو من خلال المنتديات، أو من مواقع التواصل الاجتماعي مثل "تويتر"، و"فيسبوك"، ولكن دخل إلى الساحة مؤخرا منافس جديد، وهو برنامج "إنستجرام"، الذي شهد إقبالا كبيرا في المملكة، لسهولة التعامل معه، وإمكانية نشر السلع بشكل سريع، كل ما عليك وضع السعر على المنتج، والتقاط صورة لهما، ونشرها، ليشاهدها الجمهور الذي يقدر بالآلاف، وأحيانا الملايين.

عن تجربتها تضيف عايدة "أجلب بضاعتي من جدة بالجملة، وأضع التسعيرة المناسبة لكل منها، وأقوم بتصوير كل منتج بالسعر الذي عليه، ومن ثم أعرضها بالـ"إنستجرام" والحمد لله نجحت الفكرة، وأتلقى يوميا عشرات الطلبات، وأنا الآن بصدد توسيع المشروع إلى أكبر من ذلك"، مشيرة إلى أن عددا كبيرا من النساء يتوجهن إلى التجارة الإلكترونية في الوقت الحالي.

ووفرت الخدمة فرصة للعديد من الراغبين في تسويق سلعهم ومنتجاتهم، وخاصة النساء الذين لا يستطعن فتح مراكز ومحلات خاصة بذلك، حيث وجدن في "إنستجرام" وسيلة لبيع السلع، واستقطاب أكبر عدد من الزبائن، وبسرعة راج البرنامج، ساعد على ذلك أن العديد من متسوقات اليوم يلجأن لمواقع التواصل الاجتماعي للحصول على ما يرغبن من ماكياجات، وموديلات وغيرها.

مصممة الأزياء فاطمة المحياوي تقول "أهوى تصميم الأزياء منذ الصغر، ولكن لم أجد وسيلة لعرض تصميماتي وتسويقها، لذلك فقد فتح لي "إنستجرام" آفاقا كبيرة، وبدأت بعرض تصاميمي لجلب أكبر عدد من المتابعين، ومن ثم استقطاب الزبائن الراغبين في موديلات محددة، أقوم بعملها لهم بسعر متفق عليه من الطرفين".

وأضافت "لم أكن أتوقع نجاح الفكرة في البداية، ولكن مع زيادة المتابعين، وسرعة انتشار التصاميم، وعمل إشارة LIKE من المتابعين، تمكنت من تأسيس تجارة مبسطة أتمنى أن تزدهر في القريب العاجل"

وقال الخبير الاقتصادي ورئيس اللجنة التجارية بالمدينة المنورة المهندس محمود رشوان لـ"الوطن" إن عمليات البيع المستحدثة التي تقوم بها النساء في مواقع التواصل الاجتماعي أحد أشكال الوساطة والتجارة الإلكترونية".

وأوضح أن هذا النوع من التجارة ازدهر في الفترة الأخيرة، مع شيوع التقنية التي باتت في متناول كل يد، فساعد ذلك قطاع عريض من النساء للعمل والإنتاج والتسويق.