هكذا عنونت صحيفة "وول ستريت" تقريرها عن وسائل النقل العامة في السعودية، مع بدء العمل في مترو الرياض، الذي شرع في تنفيذه الخميس الماضي.
الصحيفة أبدت استغرابها من كون حافلات ما يسمى بـ"خط البلدة" هي الوسيلة الرئيسية للنقل في عاصمة لدولة نفطية، واستغربت الصحيفة، من عدم توافر وسائل النقل العامة، في حال أراد المواطن السعودي، عدم استخدام سيارته الخاصة للابتعاد عن الازدحام، خصوصاً مدينة الرياض المكتظة بالسكان، حيث لا يوجد له خيار للتنقل داخل المدن الرئيسية، سوى استخدام الحافلات، والتي تجاوز عمر بعضها 30 عاماً.
وأبدت الصحيفة، استغرابها من عمر هذه الحافلات، التي يرجع بعضها لعام 1980، فيما أن بعض أبواب الحافلات تبقى مفتوحة حتى أثناء سيرها، وكذلك تعاني أكثرها من تعطل المكيفات على الرغم من درجات الحرارة المرتفعة في الصيف.
الحقيقة أن استغراب الصحيفة الدولية لم يكن غريبا علينا نحن سكان المملكة وسكان الرياض تحديدا، فقد عانينا كثيرا من هذه الحافلات الخربة والتعيسة والمشوهة للعاصمة وعانينا كثيرا من إزعاجها وسوء قيادة معظم سائقيها، وكتبنا كثيرا عنها وعن وضعها الذي لا يسر، وكتبنا مستفسرين عمن يقف وراء عدم وضع حد لهذه الحافلات بكل مساوئها وبمن يقف وراء عدم وضع بديل لها، وفي ظني أن موضوع حافلات خط البلدة في الرياض يظل واحدا من المواضيع التي تكرر تناولها في الصحف المحلية مرات كثيرة على مدى عقدين كاملين لكن دون أن يبادر أحد المسؤولين في وضع حد لهذه الفوضى، التي تحدثها هذه الحافلات في شوارع الرياض فضلا عن هذا المشهد غير الحضاري، الذي يتحرك في معظم شوارعها.
قلت في مقالة كتبتها هنا قبل أسبوعين أن هناك مواضيع كتبنا عنها منذ ثلاثين سنة ونجد أنفسنا الآن نعود نكتب عنها بما يؤكد عدم التفات أحد إليها، رغم مرور هذه السنوات الطويلة، ووعدت بالكتابة عن بعضها ولو على شكل عناوين فقط، ولكن موضوع حافلات "خط البلدة" في الرياض يستحق أن تفرد له مقالة كاملة لأنه واحد من تلك المواضيع القديمة، التي يتجدد الحديث عنها إلى الحد الذي دفع بصحيفة بحجم الـ"وول ستريت" أن تتناولها وتعطيها مساحة جيدة على صفحاتها!!