بعد انتهاء أول مهرجان للبن في جبال جازان, التجربة الأولى التي كانت ناجحة بكل المقاييس وأشاد بها الكل ووصفوا المهرجان بوصوله للعالمية, تأتي فرصة أخرى لتجديد آمال ونشاط المزارعين والمهتمين بزراعة البن في جبال جازان، بعد أن ترك الكثير منهم الاهتمام بهذه الشجرة الثمينة وزراعتها لأسباب عدة، أبرزها قلة مصادر المياه واعتمادهم فقط على مياه الأمطار, ندرة اليد العاملة وارتفاع تكاليفها، وصعوبة العمل في المزارع المعلقة, ومهاجمة أنواع القرود للمزارع والعبث بمحاصيها, إلى جانب قلة مخصصات دعم المزارعين من صندوق التنمية الزراعية وافتتاح مكاتب أخرى بالقطاع الجبلي.

وفي هذا الشأن، اقترح الأكاديمي سعيد المالكي صاحب الفكرة الأولى لإقامة مهرجان البن بأن بعد انتهاء أول مهرجان ونجاحه فكرة تبني جوائز سنوية لأفضل مواطن يهتم بزراعة البن ولأفضل مزرعة, ولأفضل مشتل ولأفضل مسوّق للبن, وإنشاء جمعية تعاونية رسمية باسم "جمعية البن الجبلي" تهتم بالبن ومزارعيه وتوعية المواطنين بأهميته، وتركز على الإرشاد الزراعي، إلى جانب عقد الندوات والدورات للمزارعين والمهتمين بزراعة البن، والبحث في تحسين وتطوير إنتاجه وطرق زراعته وإرشاد المزارعين بالتقنيات الحديثة وتعليمهم أساليب العناية بها, وكذلك تأسيس مركز لأبحاث البن الجبلي يساهم في تحسين نوعية وجودة البن والعمل على انتشار مشاتل البن.

من جهته، قال مدير الهيئة للتطوير والتعمير بفيفا محمد البار إن الهيئة تعمل على العناية بشتلات جاهزة لأشجار البن وتقوم برعايتها وتقديمها للمزارعين في حالة طلبهم لها، كما تعمل على إنشاء شبكات للري إذا توفرت الإمكانية للمزارع، وتجري متابعة نمو الشجرة من المختصين وتقديم الاستشارات للمزارعين، كما أن الهيئة تمتلك مكائن لقشر البن تسهيلا للمزارعين, مشيرا إلى أن المهرجان شهد توزيع قرابة الـ 20 ألف شتلة على المستفيدين.

إلى ذلك أضاف مدير فرع صندوق التنمية الزراعية بفيفاء موسى الفيفي أن الصندوق يقدم الدعم المادي للمزارعين كما يقدم الكثير من الاستشارات ويقوم بتجهيز المدرجات وإصلاحها.

فيما أكد محافظ محافظة الداير محمد الشمراني، أنه تم حصر متطلبات المزارعين ومقترحاتهم وتم تسليمها لأمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر، وتم رفعها للجهات ذات العلاقة لتذليل كل الصعاب على المزارعين وتحقيق رغباتهم وتوفيرها لدعم زراعة شجرة البن في المنطقة.