قضايا محورية، تبدأ من الاتفاق النووي الإيراني ـ الغربي، مرورا بالأزمة السورية الملتهبة، وتفعيل جدي للتعاون الأمني الخليجي الموحد، تضع دول الخليج وعلى مدى يومين، وفي ظروف ليست اعتيادية، قادت لأن توصف "قمة الكويت" في كواليسها، بقمة "الأعاصير"، في إشارة إلى ما تشهده المنطقة من أحداث ساخنة، بصماتها على رسائل عدة، ترمي في نهاية المطاف لاستقرار الخليج، والشرق الأوسط بشكل عام.
أولى الرسائل التي من المفترض أن يتضمنها "إعلان الكويت"، ترحيب محفوف "بحسن النية والحذر" في آن واحد مع إيران. ثاني الرسائل، هي بمثابة "صب ماء بارد على رؤوس ساخنة"، في كناية عن الأزمة السورية التي على وشك أن تدخل عامها الثالث، مع تشديد خليجي رسمي، على ضرورة اللجوء إلى جنيف 2".
أما الرسالة الثالثة، وهي الأكثر محورية فتدور حول القضية الأم "النزاع الفلسطيني الإسرائيلي"، وضرورة حله على أساس عادل، لن يتأتى إلا بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وعلى الصعيد الخليجي، تبرز جدية واضحة في تأسيس جهاز أمني خليجي موحد "الإنتربـول الخليجي"، في سعي وراء تكثـيف التعاون الأمني بين الدول الست، يأتي إلى جانب التعاون العسكري الذي يعيشـه مجلس التعاون منذ عشرات السنين، المتمثل في إنشاء قوة درع الجزيرة، التي تتولى مهمة الدفاع المشترك عن دول المجلس.
المراقب السياسي نائب رئيس تحرير صحيفة الوطن المصـرية أحمد الخطيب، قال لـ"الوطن" أمس، إن قمة الكويت ذات طـابع مختلف عن سابقاتهـا، للظـروف التي تعيشها المنطقة، انطلاقا من الاتفاق النووي الإيراني، والأزمة السورية، والأوضـاع التي تعيشها مصر، وهو ما قاد الخطيب للقول، إن ضرورة ملحة يجب أن تستشعرها دول الخليج، وتدخل عمليا في الاتحاد، الذي من الممكن أن يمتد إلى دول عربية وليست خليجية فحسب.
ومضى الخطيب يشرح رؤيته: "السعودية عليها الدور الأكبر كونها الحريصة على العمق العربي، وهنا يجب أن تتأهب الرياض لذلك.
وعلى البعض من دول المنطقة الابتعاد عن الحسابات الضيقة، والمزاجية في التعاطي مع قضايا الوحدة الخليجية".
وأضاف: "السعودية هي من تتحمل العبء الأكبر في استقرار المنطقة، مع عدم إغفالها قضايا العروبة، وهذا ما يتضح جليا في سياساتها.
حجم الخطر الذي يحف دول الخليج ودول المنطقة بالعموم أكبر من التعامل معه بالأهواء. المنطقة تعيش في أجواء عاصفة. يجب أن تستشعر العواصم الخليجية خاصة، والعربية عامة هذا الخطر المتصاعد، وتتجه لتوحيد السياسيات بدلا من تشتيتها".