نحن مع الأسئلة المفتوحة؛ لأنها الوحيدة القادرة على استمطار الأفكار، وجلب الجديد والمختلف مهما كان التباين في وجهات النظر. الأسئلة المفتوحة تمنحنا فضاء من الحوار، والبحث عن تناغم خلاق، وشكل جديد للمخرجات. وزارة الثقافة والإعلام تعطي هذا الحق، وإن لم يكن بصورة مباشرة، غير أن في ثنايا ما تصدره من قرارات يمكن لنا أن نصوغ الأسئلة، ونختار شكلها ومضمونها، بل ونحدد مداها وكل ما سبق يندرج تحت الظواهر الصحية التي ننعم بها في مشهدنا ولا حسد.
غير أنه في مقابل ذلك ما تزال بعض الملفات مفتوحة لم تغلق بعد، ولم نشهد لها حراكا يمكن أن يدعم المشهد قدما، سأعرض بعض ما نقاربه من ملفات على الأقل حتى لحظة كتابة هذا المقال.
أول الملفات الشائكة و"ذات الحواف الحمراء" على رأي أديبنا الجميل إبراهيم شحبي، هو ملف لائحة الأندية الأدبية، التي نشعر مع مرور الوقت أنها تحولت إلى قضية رأي عام، ولم تعد شأنا ثقافيا صرفا، واللوائح عادة تمر في إعدادها بمراحل واضحة يشارك فيها المعنيون بالشأن نفسه، وحتى لا يشوب الأمر شائبة يشرف على المراحل مكتب قانوني محترف، ولا أظن هذا يحتاج زمنيا أكثر من شهرين من العمل الجاد. اللائحة حتى الآن في مطبخ الوزارة، والله وحده يعلم متى تصدر في ثوبها القشيب.
الملف الثاني: هو ملف انتخابات الأندية التي انبثقت هي الأخرى من ضبابية اللائحة السابقة، المعترك ما يزال متقدا، والتشكيك على أشدّه، ناهيك عن القضايا المرفوعة والأحكام الصادرة والاتهامات المتبادلة، هذا الملف أيضا ما يزال مفتوحا ومعرضا لأن يكون مجالا مشاعا للعشوائية، إذا استمر القرار غائبا أو مغيبا.
الملف الثالث هو ملف المسرح السعودي الذي لا أملّ من طرحه والحديث عنه، خاصة والشكاوى المريرة التي تجأر بها حناجر المسرحيين، تشي بأن الأبواب دونها مغلقة والنوافذ موصدة.
ملفنا الرابع، ولن يكون الأخير، هو ملف المبدعين من الشباب الذين لم تستوعبهم المرحلة ولا الصيغة النمطية التي تسير وفقها كثير من الأندية الأدبية، مبتعدة عن الفعل الإبداعي الجديد والتوجهات المغايرة لما يمكن أن تفكر فيه مجالس الإدارات، التي لم تنفك تجدول محاضرة هنا أو أمسية هناك، ولضيوف وأسماء معينة نسميها مجازا القائمة المميزة، تُرى هل أدرجت الجهة المعنية في وزارتنا في برامجها إقامة ورش عمل أو ملتقيات نوعية للشباب المبدع؟ وحتى لا نستعجل الجواب دعونا ـ فحسب ـ نرجو أن تغلق الملفات المشرعة لنبقي المشهد قويا ومتماسكا.