فاجأ الرئيس الأميركي باراك أوباما، حضور حفل التأبين الذي أقيم أمس لرئيس جنوب أفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا؛ عندما توجه نحو الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، وقام بمصافحته، قبيل التوجه إلى المنصة لإلقاء كلمته في الحفل. وذلك للتأكيد على استعداده للتواصل مع أعداء بلاده، حسبما صرح في مناسبات سابقة.

ووصف أوباما في كلمته ماديبا "لقب مانديلا" بأنه "عملاق العدالة". وانتقد الكثير من زعماء العالم، الذين يدّعون مناصرتهم لكفاح مانديلا من أجل الحرية "لكنهم لا يقبلون المعارضة من شعوبهم". وكان حضور حفل التأبين قد قابلوا أوباما لدى وصوله بعاصفة من التصفيق المدوي.

إلى ذلك، أحيا حراس ورفاق سابقون لمانديلا في الأسر صباح أمس، ذكرى المناضل ضد الفصل العنصري في سجن روبن آيلاند، الذي قضى فيه 18 سنة من سنوات الاعتقال الـ27 التي حكم بها عليه نظام الفصل العنصري.

وأشعلت شمعة واحدة أمام صور الفقيد في قاعة "ممر نيلسون مانديلا" في المتحف. وقال الحارس السابق كريستو براند، الذي أصبح صديق السجين الشهير، إذ إنهما تعايشا معا كل تلك السنوات، إن مانديلا لم يتغير بعد خروجه من السجن إلى الرئاسة. ورغم حزنه على وفاته، قال "أنا مرتاح لأني أعلم أنه توفي هانئا بسلام ناضل من أجله".

بدوره، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بالفقيد "وإلهامه وتعاليمه"، وقال أمام العشرات من زعماء العالم وعشرات الآلاف من الأشخاص، الذين احتشدوا في ملعب سوكر سيتي بجوهانسبيرج، إن ذلك وقت التأمل وليس الحزن فقط على رحيل مانديلا. وأضاف وسط هطول الأمطار، "نجتمع معا حزنا على خسارة عظيمة. يا له من عرض رائع لأمة قوس قزح. في الطبيعة يظهر قوس قزح من المطر والشمس. إنه هذا المزيج لرمز الحزن والامتنان الذي أشعر به اليوم". وتابع "مانديلا لم يكن أبا لأولاده فقط، بل لأمته أيضا وكذلك للعالم أجمع. كان من أكبر زعماء عصرنا. ومن أكبر المعلمين. وكان معلما قدوة. ضحى بالكثير وكان مستعدا للتخلي عن كل شيء هنا من أجل الحرية والمساواة والعدالة".

وكان عشرات من رؤساء الدول والرؤساء والمسؤولين السابقين قد شاركوا أمس في تأبين مانديلا، على رأسهم رؤساء ألمانيا وفرنسا والصين. وولي عهد اليابان، إضافة لرئيسي الولايات المتحدة السابقين بيل كلينتون، وجيمي كارتر، ونظيرهما الفرنسي نيكولا ساركوزي.