45 طن حشيش مضبوطات العام الماضي فقط، مقابل 23 طنا من الحشيش قبل ثلاثة أعوام. 70% من مدمني الحشيش اكتشفوه في المدارس، طبقا لتصريح مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية، عبدالإله الشريف، وبناء على دراسة للمديرية العامة لمكافحة المخدرات في السعودية: "المتعالجون من إدمان الحشيش تعرفوا عليه أثناء دراستهم في مراحل التعليم العام".
أخطر سن يفترض التركيز عليه للاحتواء وأغلب من وقعوا في الإدمان ثم عانوا وعانت معهم أسرهم ومجتمعاتهم بعد ذلك كانوا في سن بين 12 و20 عاما.
يوجد قصور في دور التوعية، وعامل التربية القاسية والعاطفة التي تتأثر بأصدقاء السوء، وغيرها من عوامل الاندفاع إلى الإدمان، ونحن كدولة وشعب مستهدفون، وهذا تؤكده كمية المضبوطات، نسبة المتعالجين من تعاطي مادة الحشيش 25% وهي المادة المخدرة الأكثر انتشارا بين المتعاطين، وتقود مدمنيها إلى الهلوسة والإصابة بأمراض نفسية مثل "الفصام والذهان"، وتتسبب في وقوع جرائم مختلفة.
النتيجة شاهدناها في حادثة "أبو ملعقة"، وفهمنا من حيثيات حادثة قتله للعامل المقيم نتيجة تعاطيه مخدر الحشيش، إلى جانب إهمال عدة أطراف، هنا لن أنتمي إلى نخبة اكتفت بجلد وزارات الدولة؛ لأن إعلامنا وصحافتنا ومجالسنا في الأحاديث العامة، تؤدي هذا الدور وزادت عليها وسائل التواصل الاجتماعي التي "تهلوس بالنقد بداعي ودون داع" وصولا إلى الدعم السافر للهجمات التي تطالنا، وطنا ومجتمعا، دون وازع من خجل أو استدعاء للضمير الوطني والتحدث بموضوعية.
سبق وتناولت مخدر الحشيش والترويج له بوسيلة الدراما والنكتة، والأخيرة أكبر بوابة تسويقية لهذا المخدر دونا عن بقية المخدرات تحت مزاعم أن الناس تحتاج للتنفيس والضحك والترفيه!
والموقف هنا ليس لتجديد الإدانة للوزارات والمجتمع والأسرة التي لا تتوافر لديها أساسيات التعامل مع الأبناء المصابين بالأمراض، نتيجة تأثيرات التعاطي المصاحبة للمتعاطي أو المتعافى، خاصة أمراض "الفصام والذهان وثنائي القطب وغيرها"، ولا تدرك الأسرة أنها قد تصل بالمدمن أو المتعافى إذا لم يعالج إلى الانتحار أو قتل آخرين بسبب "الهلاوس"، وما يكابده من كرب أثناء تصوره وتخيله أنه مهدد. وتحت ضغط الخيال تحدث ردود أفعال تكون ضمن تفاصيل العنف الأسري من "تسلط وتعنيف وضرب"، وتتعقد هذه الإشكالية عندما نتحدث عن الأسباب ونترك الجذور المؤدية إلى التفاقم وترتبط بالوعي والتوعية، مما يوصلنا إلى محطة النخبة في هذا الوطن، وكيف تقدمت الصفوف لتمسك "بكرابيج" الجلد وكأنها قامت بدورها.
أين أدوار هؤلاء: المؤسسات والنوادي الأدبية والثقافية، وسائل الإعلام، المنظمات التنموية والجمعيات، رموز الرياضة والفن والصحافة والتقنية.. وكل من أوصلهم جمهورهم للطليعة والصفوف الأولى، مما يؤكد أن هناك فجوة بينهم وبين المجتمع لغياب المبادرات.. يتبع.