كنا بحاجة ماسة لمقياس يضبط الحدود بين طبقات المجتمع، لنعرف من المحتاج والمقتدر، وما فوقهما..!

كنا بحاجة لرسم الخطوط التي سيستفيد منها: الضمان الاجتماعي، ليقدم مساعداته بناءً على الحاجة، والجمعيات الخيرية، لتكون على علم بمستويات المعيشة للأسر، حتى بنك التسليف بحاجة لذلك؛ ليقدم قروضه بناءً على الحاجة وليس بناءً على شروط واضعها لا يعي الحدود الفاصلة بين الحاجة والكفاية أو أنها وضعت قبل تغير مستويات العيش وما طرأ عليها في السنوات الأخيرة.

نعم كنا بحاجة لدراسات عن الحاجة ومستويات المعيشة، ومقدار المقدرة، جاءنا الفرج على يد دراسة أصدرتها مؤسسة الملك خالد الخيرية، وتم تدشينها في حفل أقامته المؤسسة بحضور ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، حيث رسمت الدراسة الحدود وحددت الخطوط الفاصلة بين مستويات المعيشة والحاجة، فأشارت إلى أن خط كفاية الأسرة السعودية المكونة من 5 أفراد يقف عند 8926 ريالا شهرياً.

وسواءً كان "خط الكفاية، أو خط الفقر، أو خط العيش الكريم، أو خط الحاجة".. فمهما اختلفت المسميات، فالمعنى والمعني واحد، لكن كلٌ يستخدم المصطلح الذي يريد حسب الحالة النفسية له، وربما التسمية الأصح هو خط التماس بين الحاجة والكفاية..!

شكراً لمؤسسة الملك خالد الخيرية وشكراً للقائم على الدراسة الدكتور سامي الدامغ، على هذه الدراسة - وهي إحدى 9 دراسات - كانت مهمة للمجتمع، وكانت تزداد أهمية يوماً بعد يوم، في ظل الارتفاع الدائم للأسعار، بعدما تجلى كثير من رجال المال ومؤسساته، والتي انتقدها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، مؤكداً أن البنوك العاملة في السعودية للأسف مقلة في عطائها، مطلقا وصف "المنشار" عليها.

ولم يقف كلام الأمير مقرن عند هذا الحد بل قال: "دراسة خط الكفاية تستحق بكل جدارة النظر فيها"، مؤكداً على ضرورة تطبيق تلك الدراسة على أرض الميدان.

(بين قوسين)

العوز ليس عيباً.. بل العيب ألا نعرف المعوزين وهم بيننا ومنا، الآن لم تعد أمامنا حجة لتجاهل العوز.