ابتهج عشاق الصحافة المطبوعة بعودة مجلة "النيوزويك" الأسبوعية إلى الطباعة منتصف الشهر الماضي؛ بعد أن تحولت إلى نسخة إلكترونية في ديسمبر 2012، عادين ذلك انتصارا فريدا في مجال الإعلام، بل ويضاف إلى نجاحات الصحافة لسلسلة تحدياتها أمام الإذاعة والتلفزيون. أسست مجلة "النيوزويك" في عام 1933، على يد الصحفي "توماس مارتن"، وقد احتلت مكانة مرموقة بين مثيلاتها، إذ كانت توزع أكثر من ثلاثة ملايين نسخة، وفي عام 2010 بيعت المجلة لرجل الأعمال "سيدني هارمان"، الذي دمجها مع مجلته "ديلي بيست"، وفي العام الماضي اشترتهاIBT Media.
المالكون الجدد قرروا عودة المجلة إلى نسختها المطبوعة بعد توقف دام 14 شهرا، مرجعين قراراهم إلى توصلهم لأسلوب حديث في إدارة المجلة، بعيدا عن عوائد الإعلانات، والمتمثل في الحصول على 90% من دخل النسخة المطبوعة عن طريق الاشتراكات، وقد حددت القيمة الشرائية بثمانية دولارات للنسخة الواحدة في أميركا، مع العلم أن الشركة تطبع حاليا 70 ألف نسخة فقط. بعض المواقع الإخبارية وصفت خطوة "النيوز ويك" بأنه "العودة من الموت"، وهو تصريح يعكس ضبابية اقتصاديات الصحف الإلكترونية، وفي المقابل ـ وبحسب تقارير إعلامية ـ تشهد صناعة النشر انخفاضا في مبيعات المجلات بنسبة 11% في النصف الثاني من عام 2013، كما انخفضت نسبة الاشتراكات المدفوعة بنسبة بنسبه 1.2% جراء التطور التكنولوجي، إذن ما الحل؟
العالم الإلكتروني بات واقعا مفروضا، ولهذا فإن الصحف الإلكترونية أو مرجعياتها العلمية والمهنية مطالبة بوضع تصورات متعددة وواضحة لآلية الإعلان في الوسيلة الإعلامية الإلكترونية، والعمل على إقناع العملاء بوصفها سياسات وتشريعات، في حين أن الحل البديل هو التحالفات الاقتصادية بينها وبين أصحاب الأموال من المؤسسات والشركات التي تمتلك كمية هائلة من البيانات للجماهير حول العالم، ولعل شراء موقع أمازون صحيفة "واشنطن بوست" أسوة مهنية حسنة.