بعد خلو معظم مراكز الإيواء من المخالفين في العاصمة الرياض، أكدت هيئة حقوق الإنسان أنها لم تتلق سوى 10 مطالبات من مخالفين يطالبون بحقوق ردت إليهم، فيما حددت الصعوبات التي تعرضت لها السلطات السعودية في ترحيل المخالفين بإصدار الأوراق الثبوتية من سفارات بلادهم.

وكشفت هيئة حقوق الإنسان على لسان متحدثها الدكتور إبراهيم الشدي لـ"الوطن"، أن الـ10 مطالبات التي تلقتها من المخالفين تنوعت بين استرجاع إيجارات منازل لم يكملوا فترة السكن فيها، وبعض المحلات، وهو ما ردته الهيئة لهم من مواطنين أبدوا كامل تعاونهم والتزامهم برد الحقوق لأصحابها، مؤكداً أن الهيئة لم تتلق أي شكاوى أخرى.

ووصف الشدي أداء السلطات الأمنية في تعاملها مع المخالفين بالراقي والإنساني بعد توفير كل الاحتياجات من غذاء ودواء وحاجيات ضرورية، مشيراً إلى أن أبرز معاناة واجهت الأجهزة القائمة على ترحيل المخالفين هي تأخر صدور وثائق السفر والأوراق الثبوتية من سفاراتهم.

وفي جولة ميدانية قامت بها "الوطن"، عاد الهدوء والاستقرار إلى مراكز الإيواء والأحياء التي شهدت أحداث شغب، بعد أن بدأ العديد منهم بتسليم أنفسهم إلى السلطات الأمنية والانضمام إلى مراكز الإيواء. وعبر عدد من الإثيوبيين ممن التقتهم "الوطن" أثناء جولتها داخل مركز الإيواء، عن رضاهم التام بشأن المعاملة "الحسنة" التي يتلقونها من قبل رجال الأمن، وكذلك ارتياحهم لسير إجراءات الترحيل، معترفين بأنهم ينالون جزاء دخولهم للبلاد عبر منافذ التهريب.

وذكر أحد العمالة المخالفة -يبدو أنه سلم نفسه طواعية- أنه لم يتمكن من إيجاد عمل في أي جهة أو محل، بسبب خوف الجميع من تشغيل العمالة المخالفة وعدم تجاوبهم مع العمالة الباحثة عن العمل، كما أنه بات يخشى ملاحقة السلطات الأمنية وإدارة الجوازات، وهو ما دفعه إلى القناعة بتسليم نفسه والاستعداد للسفر.

وعن المعاملة من قبل رجال الأمن، يقول المخالفون إن المعاملة جيدة جداً لدرجة أن بعضهم قال إن ما يأكله في مراكز الإيواء كان أفضل مما كان يقتاته حينما كان طليقاً، مشيراً إلى أنهم يتناولون ثلاث وجبات من شركات "كبيرة" في الإمداد في الغذاء، وأن رجال الأمن يلبون كل متطلباتهم وحاجياتهم الضرورية فور مطالبتهم بها، فضلاً عن وجود طاقم طبي يعالج المحتاجين وهو ما يمنح الطمأنينة لهم.

"الوطن" التقت أيضاً بعض سائقي الباصات التي تقل العمالة المخالفة إلى مطار الملك خالد بالرياض، وقالوا إن أعداد المخالفين المنقولين بدأت تنخفض بشكل كبير جداً خلال الأسبوعين الماضيين، بعد أن اقتصر عدد رحلاتهم في الأيام الماضية على 50 مخالفاً فقط، بعكس ما كان يحدث مع بداية أيام الحملة الأمنية على المخالفين التي كان يصل فيها عدد المنقولين يومياً إلى أكثر من 300 مخالف.