لم يتكلفوا في إيصال معاناتهم عبر خشبة المسرح للجمهور الذي صفق طويلا حين خاطبوه قائلين "علينا أن نجعل من الإعاقة انطلاقة" في المسرحية التي عرضوها تزامنا مع احتفال جامعة جازان بيوم الإعاقة العالمي صباح أمس بعنوان "حلم" وأداها طلاب نادي المسرح لذوي الاحتياجات الخاصة: ياسر سهلي، علي مفرح، عبدالله الشعفي، عبدالله جعفري، يحيى غروي، وليد مسرحي، ومحمد عبدالحق. اعتمدت المسرحية التي أخرجها سالم باحميش وكتب نصها وأداها الطلاب المكفوفون بالجامعة على البوح بأحلامهم التي اختلفت من شخص لآخر، لكنهم اتفقوا في النهاية على ضرورة انطلاقتهم بإرادة قوية.

وأوضح عميد شؤون الطلاب المشرف على المسرحية الدكتور محمد حبيبي أن العمادة تركت للطلاب المجال لتشكيل نصهم الإبداعي بأنفسهم ليؤكدوا أن حضورهم في مسرحيتهم الأولى "سيمفونية الأمل" وأنهم موهوبون وجديرون بحمل لقب أول فريق للمسرح من المكفوفين. وأضاف حبيبي أن الاحتفال بيوم الإعاقة العالمي هم أبطال الحدث وصانعوه. مؤكدا أن تكريمهم من مدير الجامعة الدكتور محمد آل هيازع هو تكريم للمسرح، لأنهم مسرحيون حقيقيون، لا لكونهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما أكده الطالب عبدالإله المنيعي في كلمته التي ألقاها نيابة عن زملائه قائلا: الجامعة ساعدتنا على تنمية قدراتنا، مشددا على أن تطور وعي المجتمع مرهون بمدى اهتمامه بقضايانا واحتياجاتنا.

وكان طلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة عرضوا تجاربهم خلال مشاركاتهم الدولية في بينالي المسرح والعلاج ببولندا عام 2012، كما دعوا مدير الجامعة وعددا من مسؤوليها لتجريب معاناتهم بالسير معصوبي الأعين معتمدين على العصا.

المذيع في قناة العربية محمد الطميحي الموجود في الجامعة لتقديم دورات تدريبية لطلاب قسم الإعلام قال: "فوجئت بأداء الطلاب المكفوفين الذي يصل حد الاحتراف، وكنت أتوقع أنهم قد تلقوا تدريبا متخصصا على الأداء المسرحي، لاسيما حين علمت أن كل العرض كان من تأليفهم وأدائهم"، والموسيقى التصويرية للطالب الكفيف محمد عبدالحق، الذي كان يعزف بمهارة من آلة "الأورغ" أضافت بعدا آخر للتجربة، وأردف الطميحي "رغم غياب الديكور إلا أنهم استطاعوا أن يجعلونا نفكر كما يفكرون، وشعرنا بقدرتهم على تجاوز وتحدي أي عائق يمنعهم عن الإبداع".