أجزم أنه ليس أسوأ من خبر (هبوط) فريق الاتفاق لدوري ركاء لأندية الدرجة الأولى، مما يجبر أي متابع على تقديم هذه (القضية) على أي موضوع آخر، وقد تكون (الصدمة) مدعاة لأن ندخل جميعا في (غيبوبة) هول الخبر، وبالتالي تكون ردة الفعل الأولى كلمات غير مفهومة أو اتهامات أو صمتا رهيبا، فمن.. يا ترى.. يستطيع وصف حالة مسيري وأنصار نادي الاتفاق؟!
ولأن القضية تتشعب بين صدمة الهبوط وما بعدها من حلول أجد نفسي في متاهة البداية التي تستوجب أن أعود إلى آخر دقيقة من المباراة حيث كان الاتفاق متعادلا مع الأهلي وبالتالي ضمن البقاء مقارنة بنتائج المباريات ذات العلاقة، وفي نفس التوقيت سجل الشعلة هدف التعادل في مرمى الرائد تزامنا مع تسجيل الاتفاق هدفا في مرماه بـ(نيران صديقة!)، ولم تبق ولا ثانية، هنا كان هول الصدمة بين دقيقة واحدة من (الخرج) إلى (جدة) وبخطأ (غصبا عن) محمد الراشد الذي سيكون أكثر تأثرا من غيره.
هذه كرة القدم ومعادلاتها وجنونها وغرائبها ومفاجآتها، ولن نبكي على اللبن المسكوب، ولن ندخل متاهة الاتهامات والمؤامرات، بل من واجب الاتفاقيين وأولهم الرئيس المخضرم عبدالعزيز الدوسري مواجهة مصيرهم، وعدم ترك الفرصة للشكوك والظنون في تعامل الشرفيين والإداريين والرئيس والأعضاء واللاعبين بينهم.
والأكيد أنه وفي مثل هذه الظروف الصعبة والقاسية سيقع بعض هؤلاء في أخطاء لفظية بما يؤدي إلى توسيع دائرة الخلاف، وبالتالي يكون (العناد) والتحدي مجالا للتدمير والتشتت وربما محاربة بعضهم بعضا.
ومن الشجاعة أن يتجاوب الرئيس العاشق عبدالعزيز الدوسري مع أصوات العقل والمنطق التي تؤكد أنه حان وقت التنازل عن الكرسي، وأنا هنا لا أملي على خبير بحجم الدوسري بقدر ما أجد أن الوقت مناسب، ومن الحكمة والشجاعة أن يقدم (الكبير) المصلحة العامة على مصلحته الخاصة أو ما يراه هو وحده صحيحا، بينما الغالبية يجمعون على خطئه.
والأكيد أن بعض أعضاء الشرف أخطؤوا في تصريحاتهم بما يفهم أنه إضعاف لموقف الرئيس الذي عاش 37 سنة متحكما في النادي، ومن الصعب جدا ترجله في هذه الظروف، لكن عبدالعزيز الدوسري سبق وأعلن مرارا أنه متى تقدم من لديه الرغبة الصادقة والقوية فإنه سيرحل، والآن يوجد خالد الدبل من جيل الشباب الناجح، وفي مثل هذه المرحلة لابد من التضحيات، وشخصيا لست مع من يرى أن تجاوب الدوسري مع مطالبات ترجله هروب، بل هو عين العقل وقمة الشجاعة والحكمة، فماضيه يشهد له بالتضحيات.
ومن الخطط التي ستعيد الاتفاق قويا، إقناع اللاعبين المحترفين بالاستمرار وضمان صرف مرتباتهم بنفس مستوى التعامل معهم في دوري عبداللطيف جميل، وأن مسؤولية العودة هم خير من يقودها، مع رصد مكافآت تشعرهم بقيمة المستقبل، أما إذا تم التفريط في أكثر عناصر الفريق فقد يعجز فارس الدهناء عن العودة مثل غيره ممن سبقوه.
والأمثلة في النجاح والفشل لدى الجارين هجر والقادسية كيف عاد الأول بعد سنة من الهبوط، بينما القادسية يترنح في دوري ركاء.
وفي شأن المطالبات بزيادة عدد أندية دوري جميل، ليس من المنطق تقديم حلول على نحو التكفل بمصاريف التنقلات وغيرها، بل هي إحراج لاتحاد القدم وتزيده إصرارا على قراره قبل أسبوع تقريبا بعد دراسة وافية، ولا يمكن أن يجامل أي ناد مهما كان تاريخه، ففي الدوريات الأوروبية أندية عريقة هبطت وعادت، وبعضها واصل ترنحه، هذه مسؤولية إدارة النادي وليس اتحاد القدم.
أمنياتنا لنادي الاتفاق بتكاتف رجاله وبدء العمل من الآن بجد وحب وأريحية.